قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار شعبان الشامي، اليوم السبت، تأجيل ثاني جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و130 متهماً من قيادات الإخوان وعناصر حركة حماس وحزب الله اللبناني، في قضية اقتحام السجون والهروب من وادي النطرون، إلى بعد غد الاثنين للنظر في طلب رد المحكمة. وقام أحد المحامين بالادعاء مدنياً بمبلغ مئة ألف جنيه وواحد، ضد قيادات الإخوان المتهمين في القضية، وذلك كتعويض مدني مؤقت لصالح والد المتوفى عبدالرافع حسيب عبدالرافع، الذي لقي مصرعه أمام سجن أبو زعبل. وأثناء حديث المدعي للنيابة سأله رئيس المحكمة: "أنت أول مرة تدعي"، فأجاب المحامي بنعم، مما دفع المتهمين بقفص الاتهام إلى الضحك بصوت عالٍ، فاعترض رئيس المحكمة قائلاً "لو سمحتم إحنا قاعدين في محكمة"، فيما أشار الدكتور محمد سليم العوا، رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين إلى أن المجني عليه لم يرد اسمه بأمر الإحالة. كما اعترض العوا على القفص الزجاجي المخصص للمتهمين، وكذلك على التسريبات المسجلة للرئيس المعزول في الجلسة الأولى من القضية، حيث أشار المحامي إلى أن المحكمة مختصة بأي أمر يحدث داخل قاعة المحاكمة، مشيراً إلى أن التسجيل والتسريب عن المتهمين يعني أن المحكمة غير قادرة على حماية إجراءات الجلسة. وطالب العوا بتكليف النيابة العامة بالتحقيق في التنصت على القاعة، وعدم عقد أي جلسات حتى تظهر نتيجة التحقيقات وبيان من المسؤول عن تلك التسجيلات والتسريبات. ادعاء مدني بمليار جنيه مصري وإلى ذلك، قام مستشار بهيئة قضايا الدولة خلال ثاني جلسات محاكمة مرسي بالادعاء مدنياً بمبلغ مليار جنيه كتعويض مدني مؤقت ضد محمد مرسي والمتهمين الحاضرين للجلسة، وذلك لصالح الدولة ووزارة الداخلية تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بالبلاد من تدمير للمنشآت المملوكة لمصلحة السجون وقتل بعض الأشخاص. وفور بدء انعقاد الجلسة، ردد المتهمون هتافات "أثبت يا بطل سجنك بيحرر وطن"، وقام القاضي بغلق الصوت، بينما طلب منهم الدفاع السكوت لسماع المحكمة. وطالب العوا، قيادات الإخوان وجميع المتهمين في القضية بالهدوء داخل قفص الاتهام، وذلك عقب هتافهم ضد الجيش. إثبات حضور وكانت المحكمة قد فتحت الميكروفونات لإثبات حضور المتهمين، وتمكينهم من الرد على هيئة المحكمة فور نداء أسمائهم، وللمرة الأولى قامت قيادات الإخوان، ومن بينهم محمد بديع وسعد الكتاتني بالرد على هيئة المحكمة، وإثبات حضورهم في الجلسة، عدا مرسي الذي رفض إثبات حضوره. وخرج المتهمون من قفص الاتهام للقاء هيئة الدفاع الموكلة للدفاع عنهم، برئاسة العوا ومحمد الدماطي وأسامة الحلو وكامل مندور، وذلك قبل بدء أعمال الجلسة. وكان أعضاء فريق الدفاع قدموا طلباً لرئيس المحكمة، للقاء مرسي وباقي المتهمين قبل انعقاد الجلسة. وكان من المقرر أن تقوم المحكمة المنعقدة في أكاديمية الشرطة بفض أحراز القضية من مستندات وتقارير، فضلاً عن الاستماع إلى طلبات دفاع المتهمين. ويحاكم مرسي في أربع قضايا، هي اقتحام السجون، والتخابر، وسب القضاء، وقتل المتظاهرين. يأتي هذا في حين شهد يوم أمس الجمعة اشتباكات متفرقة في البلاد بين الشرطة وعناصر الإخوان، حيث قطع هؤلاء طريق شارع العريش بحي الهرم بمحافظة الجيزة المصرية، وأضرموا النار بإطارات السيارات. كما تمكنت سيارات الإطفاء من السيطرة على النيران التي أشعلها عناصر تنظيم الإخوان بإحدى سيارات البث التلفزيوني التابعة لقناة "التحرير" الفضائية، بشارع العريش بالهرم، وتمكن فريق العمل من الهروب دون وقوع أي إصابات. وأفاد التلفزيون الرسمي بقطع أنصار الإخوان طريق عباس العقاد في حي مدينة نصر بالقاهرة. هذا وأطلقت قوات الأمن المركزي قنابل الغاز المسيلة للدموع على عناصر جماعة الإخوان بميدان النعام بمنطقة عين شمس بالقاهرة، لفض الاشتباكات بين الإخوان والأهالي، والتي اندلعت مساء الجمعة. كما نشبت اشتباكات بين عناصر تنظيم الإخوان وقوات الأمن بحلوان عقب انطلاق مسيرة لهم، وقامت العناصر المشاركة بإطلاق الألعاب النارية والشماريخ خلال المسيرة التي انطلقت من مسجد السادات بحلوان على الأهالي وقوات الأمن، التي ردت بإلقاء قنابل الغاز وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين.