لندن، بيروت، باريس، عمان- «الحياة»، أ ف ب، أ ب - أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض انه لن يشارك في مؤتمر «جنيف 2» في 22 الشهر المقبل، ما لم يتوقف نظام الرئيس بشار الأسد عن قصف حلب في شمال البلاد، في وقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سقوط 300 شخص، بينهم 87 طفل، خلال أسبوع في المدينة، إضافة إلى 21 شخصاً قتلوا امس. وأفاد «الائتلاف» في بيان بأن رئيسه أحمد الجربا اتصل بوزيري الخارجية البريطاني وليم هيغ وفرنسا لوران فابيوس، وقال: «من المعيب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات تجاه السلاح الكيماوي ويسمح للنظام بقتل أبناء الشعب السوري بالأسلحة التقليدية وبشكل ممنهج ويومي». ونقل البيان عن الأمين العام بدر جاموس أنه «في حال استمر القصف الذي يمارسه نظام الأسد ومحاولته تصفية الشعب السوري، فإن الائتلاف لن يذهب إلى مؤتمر جنيف». وتساءل: «إذا لم تستطع الدول الضغط على النظام لإيقاف عملياته في التدمير الشامل المخيف، فكيف يمكنها أن تضغط في جنيف 2 على النظام للاتجاه نحو الحل السياسي وتطبيق بنود جنيف 1؟». وأوضح جاموس أنه «تمت مخاطبة الروس للضغط على الأسد الذي يقتل الشعب السوري بصواريخ روسية لإفشال عملية التفاوض». وكان «المرصد» أفاد بان أكثر من 300 شخص، بينهم 87 طفلاً، قتلوا في ثمانية أيام من القصف الجوي الذي يشنه سلاح الطيران السوري على كبرى مدن الشمال السوري وبلدات في ريفها. وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن النظام «أمطر حلب وأحياءها خلال الأسبوع الماضي بأكثر من 200 برميل متفجر حصدت أرواح أكثر من ألف شخص وفق تقديرات أولية معظمهم من النساء والأطفال وأضعاف ذلك العدد من الجرحى». وذكر «المرصد» أن 21 مواطناً بينهم 6 أطفال و 4 سيدات قتلوا أمس جراء قصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مناطق في حيي المرجة والسكري ومناطق أخرى في مدينة حلب، لافتاً إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود ما لا يقل عن 10 جرحى في حالات خطرة». وجاء تصعيد القصف الحكومي على مناطق المعارضة في حلب وريفها بعد التقدم الميداني لقوات المعارضة هناك. وأفيد أمس بأنهم اقتربوا من السيطرة على سجن حلب المركزي الذي حاصروه على مدى شهور لكنهم فشلوا في التقدم داخله. لكن سيطرتهم على مستشفى الكندي الأسبوع الماضي فتحت لهم الطريق نحو السجن المركزي. في الدوحة، قال رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة ل «الحياة» بعد لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن الوضع على الأرض «مأسوي في ضوء استمرار القصف بالبراميل المتفجرة» من قوات النظام السوري على مناطق عدة. ووجّه نداء للدول الخليجية والعربية لدعم الحكومة الموقتة، محذراً الدول الغربية من «تقاعسها» ومن انعكاسات مشكلة التشدد والتطرف. وقال طعمة: «قلنا للمجتمع الدولي إذا لم تتدخلوا إيجاباً للوصول إلى أي حل سياسي عادل للأزمة السورية، فإن النتائج ستكون كارثية علينا وعليكم، ولا تظنوا أنكم في معزل عن الآثار الارتدادية لمشكلة (التشدد والتطرف) الكونية الكبرى». في باريس، قالت مصادر فرنسية معنية بالتحضير لزيارة الرئيس فرنسوا هولاند للرياض إن فرنسا والسعودية تتفقان على أن لا حل سياسياً للأزمة السورية مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وإن باريس تريد العمل مع السعودية كي يؤدي مؤتمر «جنيف 2» إلى نتيجة فاعلة ذات صدقية، أي وضع أسس للانتقال السياسي في سورية والاتفاق على السبل لمساعدة السوريين والمعتدلين الديموقراطيين للتصدي لصعود المجموعات المتطرفة الخطرة. الى ذلك، كشفت إحصائية أعلن عنها التيار السلفي الجهادي في الأردن أن «عدد المقاتلين العرب الذين ينضوون إلى التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة والذين قتلوا في سورية منذ بدء الأحداث فيها بلغ 9936 عنصراً». وأضافت أن «أعداد القتلى الأكثر في الدرجة الأولى كان من تونس وليبيا والعراق».