أحرز ارين روبن هدفا في الوقت القاتل ليقود بايرن ميونيخ للفوز 2-1 على بروسيا دورتموند في أول نهائي الماني خالص لدوري أبطال اوروبا لكرة القدم في استاد ويمبلي اللندني واحراز اللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه يوم السبت. وتقدم ماريو مانزوكيتش بهدف لبايرن في الدقيقة 60 لكن ايلكاي جندوجان ادرك التعادل لدورتموند من ركلة جزاء في الدقيقة 68 قبل أن يسجل روبن هدف الفوز للفريق البافاري في الدقيقة 89. وبذلك كسر بايرن بذلك سوء الحظ الذي لازمه في نهائي بطولة اوروبا بعدما خسر المباراة النهائية في 2010 أمام انترناسيونالي الايطالي وفي العام الماضي على أرضه أمام تشيلسي الانجليزي. وقال روبن الذي أهدر فرصتين للتسجيل في بداية المباراة قبل أن يصنع الهدف الأول ويحرز الهدف الثاني "إنه مباراة نهائية وكان الفريقان على نفس المستوى وسنحت لكل منهما فرصه. تمكنت من تسديد الكرة في المرمى في النهاية." وأضاف قوله لتلفزيون زد.دي.اف الألماني "هذا يعني الكثير بالنسبة لي. يبقى من الصعب استيعاب ما حدث. سيكون بوسعي الحديث في وقت لاحق. أنا مفعم بالمشاعر الآن. انه انتصار مذهل. قال لي كثيرون إني سأسجل هدفا اليوم وسنحت لي عدة فرص وأهدرتها قبل أن احصل على فرصة جديدة واستغلها." وحافظ بايرن على آماله في إحراز ثلاثية من الألقاب هذا الموسم لأول مرة بعدما أحرز لقب الدوري المحلي ووصل إلى نهائي كأس المانيا وسيلعب مع شتوتجارت في برلين يوم السبت المقبل. وأقيمت المباراة في أجواء مثيرة بفضل الكرة الهجومية الممتعة للفريقين وكانت في طريقها إلى الوقت الإضافي قبل أن يستغل روبن ثغرة في دفاع دورتموند ويضع الكرة في المرمى. ودخل الفريقان الغريمان في المانيا المباراة بتشكيلة متوقعة ومكتملة بينما غاب ماريو جوتسه لاعب دورتموند - الذي سينتقل إلى بايرن بعد نهاية الموسم - بسبب الإصابة وتابع اللقاء من المدرجات. وشهد الشوط الأول تألقا واضحا لمانويل نوير حارس بايرن ورومان فايدنفيلر حارس دورتموند. وتصدى نوير لتسديدة من 30 مترا من روبرت ليفاندوفسكي وأوقف بقدميه تسديدة من ياكوب بواشتكوفسكي ومحاولة من داخل منطقة الجزاء من سفين بيندر وحول تسديدة ماركو ريوس إلى ركلة ركنية. وجاء الدور بعد ذلك على فايدنفيلر بعدما ابعد كرة من ضربة رأس قوية لمانزوكيتش لتلمس الكرة العارضة وتذهب إلى خارج الملعب في الدقيقة 27. ومع تقدم بايرن إلى الأمام في النصف الثاني من الشوط الأول سنحت فرصتان لروبن لكن فايدنفيلر تصدى للانفراد الأول قبل أن يسدد الجناح الهولندي الكرة في وجه حارس دورتموند في الانفراد الثاني في الدقيقة 43. لكن قبل ذلك كان نوير قد تمكن أيضا من التصدي بقدميه لتسديدة من زاوية ضيقة من ناحية اليمين للمهاجم البولندي ليفاندوفسكي المنفرد بالمرمى. وانتهى الشوط الأول بتعادل سلبي لكنه مثير بين الطرفين ودون احتساب أي دقيقة كوقت محتسب بدل ضائع في مؤشر على سرعة إيقاع اللقاء. وبدأ بايرن الشوط الثاني بشكل أفضل وسيطر على الكرة حتى تقدم بهدف لمانزوكيتش الذي سدد في المرمى من مدى قريب بعدما قابل بلمسة واحدة كرة عرضية من روبن ليعوض إهداره فرصة بضربة رأس قبلها مباشرة. وتلقى روبن الكرة من زميله فرانك ريبري ووجد نفسه وجها لوجه مع فايدنفيلر لكنه بدلا من التسديد من زاوية ضيقة ارسل كرة عرضية أمام المرمى لتلمس الحارس وتمر من أمام مارسيل شميلتسر وتصل إلى مانزوكيتش الذي اسكنها الشباك بسهولة. وحاول دورتموند إدراك التعادل سريعا وتحقق ذلك بعدما ارتكب دانتي مخالفة ضد ماركو ريوس داخل منطقة الجزاء. وحالف الحظ دانتي مدافع بايرن ليبقى في الملعب ولا يطرد بعد هذه المخالفة بعدما كان قد تلقى بطاقة صفراء في الشوط الأول اذ اكتفى الحكم باحتساب ركلة جزاء لدورتموند. ونفذ جندوجان ركلة الجزاء بدلا من ليفاندوفيسكي المتخصص - الذي أهدر ركلة أمام بايرن في وقت سابق من الشهر الجاري في الدوري - وسدد الكرة على يسار نوير الذي ذهب إلى الجانب الآخر ليدرك دورتموند التعادل. وكاد بايرن أن يستعيد التقدم عندما نجح توماس مولر في مراوغة الحارس ناحية اليمين ثم لعب الكرة نحو المرمى لكن نيفن سوبويتش أبعد الكرة من على خط المرمى في اللحظة المناسبة من أمام روبن. وأطلق ديفيد الابا الظهير الأيسر لبايرن تسديدة هائلة أنقذها الحارس فايدنفيلر ببراعة. وقبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الأصلي كاد بايرن أن يحسم المباراة بعدما سدد كرة قوية بعد كرة عرضية من فيليب لام لكن فايدنفيلر تصدى للكرة مرة أخرى. لكن روبن عوض كل إخفاقاته السابقة في المباريات الكبيرة - ومنها إهدار انفراد شهير تسبب في خسارة هولندا أمام اسبانيا في نهائي كأس العالم 2010 - وتلقى تمريرة رائعة من ريبري واستغل تعثر مدافعي دورتموند لينفرد بالمرمى ويضع الكرة بهدوء في الشباك من مدى قريب مسجلا هدف الفوز لبايرن لتنطلق احتفالات اللاعب الهولندي قبل أن تتساقط الدموع من عينيه بعد اللقاء بعدما عانده الحظ لسنوات. وقال ماتس هاملز مدافع دورتموند "نحن نشعر بالفخر لكن نشعر بالإحباط أيضا خاصة بعد الخسارة بهدف في الدقيقة 89 جاء عن طريق المصادفة تقريبا بهذه الطريقة." وأضاف "نشعر بمرارة كبيرة لكن في النهاية بدا أننا كنا نشعر بالإرهاق بعض الشيء وتمكن بايرن من استغلال ذلك." وأصبح يوب هينكس مدرب بايرن بذلك رابع مدرب فقط يفوز ببطولة اوروبا مع فريقين بعدما سبق أن توج باللقب القاري مع ريال مدريد في 1998. ومن شأن هذا اللقب أن يزيد من صعوبة المهمة التي تنتظر بيب جوارديولا مدرب برشلونة السابق الذي تعاقد مع بايرن لتولي تدريبه بداية من الموسم المقبل خلفا لهينكس.