جدد ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الدعوة للحوار مع المعارضة في البلاد قائلا إن المحادثات قد تعالج الازمة في البلد الخليجي الذي يشهد اضطرابات. ولجأت البحرين للاحكام العرفية ومساعدة دول خليجية مجاورة لاخماد احتجاجات الاغلبية الشيعية التي تزعم تعرضها للتميز من جانب الاسرة الحاكمة السنية في مارس اذار من العام الماضي ولكن اعمال العنف تجددت. وتقع اشتباكات شبه يومية بين المحتجين والشرطة في البحرين التي شهدت عددا من التفجيرات هذا العام. وحظرت التظاهرات في البحرين. وقال الأمير سلمان - الذي يعتقد انه فقد نفوذه لصالح الجناح المتشدد في الاسرة الحاكمة إبان الاحتجاجات الحاشدة العام الماضى - في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة إنه ينبغي للمملكة مواصلة الاصلاحات السياسية والقضائية التي ترى المعارضة انها غير كافية. وذكر ولي العهد في كلمته أمام منتدى حوار تنظمه المؤسسة الدولية للأبحاث الاستراتيجية "آمل ان يعقد اجتماع يضم جميع الاطراف -وادعو لاجتماع بين جميع الاطراف- إذ اعتقد انه لن يكون هناك تقدم حقيقي الا من خلال حوار مباشر." ولم تتم دعوة اي شخصيات معارضة لحضور المنتدى. وقال محمد المسقطي رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان إن المعارضة تدرك ان الحوار سيسهم في حل المشاكل في البحرين لكنها لم تتلق اي رسائل ايجابية من السلطات. وأضاف ان القمع لا يزال مستمرا والمواطنين يخضعون لمحاكمات غير عادلة والنشطاء في السجون وتساءل لماذا لم يوجه ولي العهد كلمته للامة إذا كان جادا. وتتهم البحرين - مقر الاسطول الخامس الامريكي - طهران بتشجيع الاضطرابات وتوعدت برد صارم في حين تعثرت المحادثات مع المعارضة. وتنفي إيران تدخلها في شؤون البحرين. ونظمت جماعة معارضة احتجاجا سلميا في المنامة في وقت سابق يوم الجمعة رغم حظر التظاهرات**** في**** المملكة. وفي كلمته حث ولي العهد جميع الساسة على إدانة أعمال العنف في الشوارع وفي نفس الوقت اشار لضرورة ان تبذل الحكومة جهدا أكبر للحد من عدم المساواة. وشارك في المنتدى وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ومساعد وزيرة الخارجية الامريكية وليام بيرنز ووزراء خارجية دول خليجية اخرى. واختص ولي العهد بريطانيا بالاشادة لدعمها البحرين إبان الازمة ولم لم يرد على لسانه ذكر للولايات المتحدة فيما اعتبرته الوفود المشاركة انتقادا مغلفا لواشنطن. واشاد الامير سلمان بالحكومة البريطانية لتواصلها مع الحكومة والمعارضة في البحرين ومساهمتها في اصلاح اجهزة الشرطة والقضاء. وفي الشهر الماضي ابدى مسؤولون امريكيون قلقهم لعدم تطبيق البحرين اصلاحات وردت في تقرير لجنة تحقيق مستقلة قائلة ان ذلك يزيد من صعوبة اجراء حوار سياسي ويوسع من هوة الخلاف في المجتمع ويصب في مصلحة إيران. وفي المنتدي اليوم نفي وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن ولي العهد تعمد تجاهل الولاياتالمتحدة موضحا ان الامير سلمان شكر اصدقاء البحرين في الغرب ولم يستثن احدا. ويرى عدد من المنظمات الحقوقية ان واشنطن لم تكن صريحة بالقدر الكافي. وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان ان الولاياتالمتحدة ينبغي ان تستغل المنتدى "كي تحمل الاسرة الحاكمة في البحرين مسؤولية تصعيد الحملة ضد المعارضة واستمرارها في انكار معايير حقوق الانسان." واتهمت المنظمة واشنطن بانها تعطي للعلاقات العسكرية مع البحرين الاولوية على حساب "الحريات الاساسية وحقوق مواطني البحرين".