نقلت وكالة انباء روسية عن نائب مدير هيئة التعاون العسكري الروسية قوله يوم الاثنين إن موسكو لن تسلم مقاتلات أو اي أسلحة جديدة أخرى لسوريا ما بقي الوضع هناك "دون حل". وقالت وكالة انترفاكس للانباء إن فياتشيسلاف جيركالن نائب مدير الهيئة قال للصحفيين في معرض فارنبورو الجوي في بريطانيا "مادام الوضع في سوريا غير مستقر فلن تسلم شحنات أسلحة جديدة الى هناك." وقد تكون هذه أجرأ خطوة من جانب موسكو حتى الآن لتنأى بنفسها عن الرئيس السوري بشار الأسد الذي دافعت عنه في الاممالمتحدة وحمته من عقوبات أشد قد يفرضها مجلس الامن الدولي. وقد تعرقل هذه الخطوة ايضا عقودا تصل قيمتها الى اربعة مليارات دولار ولم يتم تنفيذها بعد منها مقاتلات وانظمة دفاع جوي وكان من المتوقع تسليمها هذا العام. ولم يؤكد المتحدث باسم الهيئة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري التقني تصريحات نائب رئيس الهيئة عندما تم الاتصال به هاتفيا. وتنتظر رويترز ردا على اسئلة مكتوبة. وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم البيت الابيض إيرين بيلتون لو تأكد هذا فإنه تطور إيجابي. وقالت "نحيلكم الى السلطات الروسية للتأكد. واذا كانت روسيا تعتزم حقا وقف مبيعات السلاح إلى سوريا فإننا سنشيد بهذه الخطوة ونشيد بروسيا على هذا الإجراء الذي سيبعث برسالة قوية الى نظام الأسد." وأضافت قولها "اننا ندعو منذ وقت طويل كل الدول الى الكف عن تزويد هذا النظام بالسلاح بالنظر الى استمراره في استخدامه ضد الشعب السوري." ورغم ان تجارة الأسلحة بين روسيا وسوريا سليمة تماما من الناحية القانونية إلا انها اثارت القلق من ان موسكو تزود الأسد بالأسلحة التي تستخدم ضد المحتجين المشاركين في انتفاضة مسلحة عليه. ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الأسلحة التي تقدمها بلاده لا يمكن استخدامها في حروب أهلية ووصف وزير خارجيته سيرجي لافروف الأسلحة بانها دفاعية تباع بموجب تعاقدات ابرمت منذ وقت طويل. لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت ان التصريحات الروسية القائلة بأن الأسلحة ليس لها علاقة بالعنف في سوريا "غير صحيحة على الاطلاق" وان واشنطن وصفت تسليم شحنة من الاسلحة الروسية الثقيلة بانه اجراء "يستحق اللوم". ونقل عن جيركالن قوله ان روسيا وهي واحدة من موردي الأسلحة الرئيسيين لسوريا لن تسلم دمشق شحنة من 36 طائرة مقاتلة طراز ياك 130 التي ذكرت تقارير انه تم توقيع عقد بشأنها نهاية العام الماضي. وأضاف جيركالن "في ظل الوضع الحالي فان الحديث عن تسليم طائرات لسوريا أمر سابق لأوانه." ولم تعلق شركة روسوبورون اكسبورت الحكومية التي تحتكر تصدير الأسلحة الروسية على تصريحات جيركالن بأن روسيا قررت تعليق تسليم أسلحة لروسيا وهو القرار الذي أوردته ايضا وكالة الإعلام الروسية. وقال فياشيسلاف دافيدنكو المتحدث باسم الشركة "ندرك موقف (الهيئة) لكننا منظمة منفصلة ولن نعلق." وتعود روابط تجارة الأسلحة بين سوريا وموسكو إلى العهد السوفيتي. وسبق لسوريا ان وقعت تعاقدات بقيمة مليارات الدولارات وهي تستضيف منشآة روسية للامداد والاصلاح على البحر المتوسط تعد القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفيتي سابقا. لكن محللا روسيا قال ان موسكو نأت بنفسها بالفعل عن الأسد. وقال رسلان علييف المتخصص في شؤون تجارة الأسلحة بين روسيا وسوريا في مركز كاست للدراسات الدفاعية ومقره موسكو يوم الاثنين "توقفت روسيا عن توقيع تعاقدات جديدة مع سوريا وترجيء ارسال شحنات لتعاقدات موقعة بالفعل." وأضاف "انه قرار سياسي في الاساس يستند إلى وجهة نظر موسكو تجاه سوريا." وتعرضت روسيا الشهر الماضي لانتقادات من الغرب بعد ان قالت كلينتون ان لديها معلومات تفيد بان طائرات هليكوبتر هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا. وقالت موسكو ان طائرات الهليكوبتر كانت جزءا من عقد قديم. وأضافت انها لا تزود سوريا الا بالاسلحة التي يمكن استخدامها ضد اعتداء خارجي. وقال جيركالن "من قبل كنا ننفذ عقودا قديمة منها عمليات صيانة لمعدات وحتى يستقر الموقف فلن نسلم اي شحنات أسلحة جديدة."