"لا تقولوا الله يرحمك يا عبدالرحمن أبوي في المستشفى تعبان " بهذه العبارة ترفض الطفلة درر ذات ال 3 أعوام وفاة والدها عبدالرحمن الغامدي الذي لقي حتفه اثر مطاردة دوريات تابعة لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخرى للمرور له فجر السبت الماضي وتصر على أن والدها لم يمت وأنه مريض داخل المستشفى ، فيما طلبت سيارة جديدة له بعد أن تكسرت سيارة والدها وفضلت بأن تكون كبيرة على حد قولها . درر التي لم تتمالك نفسها حينما شاهدت والدتها للمرأة الأولى بعد الحادث داخل طائرة الإخلاء الطبي التي نقلتهم مساء أول أمس من منطقة الباحة إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وبدأت في بكاء مستمر على ما لحق بوالدتها التي تعاني من قطع في اليد اليمنى من تحت الكتف وتتساءل عما حدث لها . الطفلة درر بمستشفى الحرس الوطني بعد ظهر يوم أمس ظهرت فيها الطفلة مترددة في قبول الأشخاص من أول مرة ينتابها القلق والخوف بين الحين والآخر ويأخذها في بكاء عميق وبحسب جدتها لامها السيدة خضراء التي ترافقها فإن وضعها النفسي سيىء ولم تكن كذلك قبل حدوث الحادث المأساوي فبعد صمت طويل تأخذ في بكاء مستمر وما أن تنتهي منه حتى تعود تلهو طفلة بريئة. وتساءلت الجدة بقولها: " وش لهم فيه يوقفونه وهو معه عائلة ؟، عشان المسجل رافع صوته هذا معقول !! ، طيب زوجته معه وعياله ، وإذا على الأغاني يروحوا يشوفوا المدن الكبيرة وشوارعها التي تصج بصوت الأغاني "، لافتة إلى أن الراحل عبدالرحمن كان يستمع وأطفاله وزوجته لأناشيد فرقة طيور الجنة للأطفال . وفي شأن ابنتها سميرة الغامدي ووضعها الصحي أكدت أن الأطباء بعد وصولهم إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية استدعوها وشرحوا لها وضع ابنتها الذي من المرجح أن تبتر يدها بعد تعرضها للتعفن وبأن أمامهم إجراء عملية جراحية كمحاولة أخيرة منهم لتجنب البتر إلا أنهم حاولوا جاهدين التخفيف من مصابها وذكروا لها أن هناك يداً صناعية ممكن أن تركب لسميرة في حال لم تنجح العملية إلا أنها فوضت أمرها وأمر ابنتها سميرة وأبناءها خالد و درر إلى الله عز وجل وأخذت في صلاة مستمرة طوال الليل ودعاء لن يكون الأخير على حد قولها . وأفادت السيدة خضراء أن ابنتها سميرة كانت تشتكي من رائحة تعفن في يدها طوال مكوثها بمستشفى الملك فهد بالباحة مما استدعى طبيبة لمناصحتها بنقلها من المستشفى إلى الرياض وهو ما أخذت به المسنة وأشقاء الراحل . السيدة أكدت أن الأطباء بمستشفى الملك فهد بالباحة فضلوا تخدير ابنتها سميرة طوال الرحلة حتى لا تشاهد ابنها الذي لا يزال فاقداً للوعي ويعاني من نزيف داخلي بالدماغ ، مشددة على أنهم مازالوا يخفون عنها خبر وفاة زوجها عبدالرحمن والذي تسأل عنه بين الحين والآخر ولم تكن إجابتهم لها الا أنه مثلك يعاني من كسور ، فيما يحاول جميع المقربين منها إقناعها باهتمامها بنفسها وبجنينها . وزادت بقولها " ابنتي كانت عندي قبل الحادث وجاء زوجها لأخذها إلى بيتهم لانه في صباح السبت لديه دوام الا أن درر وخالد رفضا في بداية الأمر الذهاب مع والديهما وظلا يبكيان وكأنهما حاسين بحدوث شيء مما جعل والدهما يصطحبهما في رحلة قصيرة كإرضاء لصغاره وسمعته بأذني يقول لدرر بنتي بنتي حبيبتي حبيبتي وهو يلاعبها " وأشارت إلى أن سميرة وزوجها عبدالرحمن اقترنا ببعضهما عام 1425 ه حينما كان موظفاً بالبريد بمحافظة بلجرشي براتب أقل من راتب 3000 ريال عاش الزوجان حياتهما عليه لمدة تسعة أعوام حتى صدر قرار ملكي بتثبيت جميع المتعاقدين والذي ناله الراحل قبل شهر من وقوع الحادث الذي قضى عليه قبل أن يتقاضى راتبه الأول بعد الزيادة والتي قدر بنحو 7000 ريال . الدكتور خالد الغامدي شقيق الراحل عبدالرحمن أكد بحسب صحيفة (الرياض) عدم رضاء أسرته على نتائج التحقيقات التي خلصت إلى إدانة دوريتي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرور في الحادث وأشار إلى أنه على شك بان الدوريتين لم تكتفيا بمطاردته فقط بل إلى تضييق الخناق عليه حتى يتوقف ، كما أن أقوال الزوجة سميرة التي أفادت بأنها تعرضت للإغماء فلن يكون إلا من اصطدام المركبة قبل سقوطها إلا أنه يصر على أنها تصرفات فردية لا تمثل كامل جهاز الهيئة . وأبان الدكتور المتخصص في علم النفس أن أسرة أخيه الراحل تعاني من حالة نفسية حادة جراء الحادث الذي تعرضوا له من خوف وهلع ظهر واضحا على درر و والدتها مطالبا بتأهيل نفسي لهما ، وأن يتكفل ولاة الأمر بالأيتام حتى تؤمن لهم حياة كريمة . يذكر أن عبدالرحمن الغامدي وأسرته كانوا ضحية جديدة من ضحايا مسلسل مطاردة جهاز بعض موظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حين صدرت تعليمات بمنع المطاردة والمتعاونين مع الهيئة إلا أن العاملين في الميدان لا يلقون اهتماماً لتلك التعليمات .