«أمطرونا بالرصاص، وحشرونا في مقعد سيارتنا الخلفي والبنادق مصوبة نحو صدورنا، وانطلقوا بنا إلى وجهة غير معلومة قبل أن يتوقفوا فجأة وينفتح لنا أمل الفكاك منهم»، بهذه العبارة بدأ الدكتور ماجد خطاب أحد السعوديين الذين تعرضوا لحادثة الاختطاف من قبل مجهولين في ضواحي العاصمة الكينية نيروبي حديثه وفقاً لصحيفة «عكاظ» كاشفا حقائق عن رحلة المعاناة مع الاختطاف قبل أن يفلتوا من أيدي الخاطفين. يقول خطاب «ذهبت بصحبة اثنين من أصدقائي إلى رحلة سياحية في ضواحي العاصمة نيروبي، وكنا نسكن في فندق على مدخل المدينة، وفي إحدى الليالي وبينما الساعة تقترب من الواحدة ليلا وبينما نحن مع السائق عائدين إلى الفندق، فوجئنا بسيارة تلاحقنا وتحاول استيقافنا، عندها تنبه سائقنا لخطورة الموقف، وانطلق مسرعا متجاهلا كل نداءات المركبة التي تلاحقنا». وزاد «فجأة فوجئنا بوابل من الرصاص ينهمر كالمطر على مركبتنا، ولم يكن أمام السائق في هذا اللحظة سوى التوقف، عندها أدركت أنا وصديقاي عاطف إسماعيل وعادل محمد إبراهيم أننا في محنة، ترجل سائقنا واستسلم للخاطفين، ونزلنا نحن من السيارة ووقفنا على ناصية الطريق الذي لم يكن به أحد غيرنا».وأضاف «فجأة نزل من السيارة التي كانت تلاحقنا أربعة ملثمين مدججين بأسلحة ثم أمسكوا بنا والمسدسات موجهة إلى صدورنا ورؤوسنا وحشرونا في مقعد سيارتنا الخلفي، ثم استقلها سائق وآخر مصوب نحونا البندقية، وتحرك رفيقيهما بسيارتهم وفجأة توقفوا وبدأت رحلة المقاومة من قبلنا». وبين أن «مقاومتنا للجناة تنوعت حيث حاولنا التفاوض معهم في بادئ الأمر إذ استولوا على ما معنا من نقود وحاولوا أخذ الحقائب التي في حوزتنا ومصادرة جوازات السفر، وفي هذه اللحظة فر أحد زملائي إلى حديقة مجاورة لموقع الاشتباك، ثم انطلق خلفه شخصان من الملثمين يحاولان الإمساك به، بينما أطلقوا النار علينا فأصيب أحد أصدقائي في بطنه والثاني في فخذه، وانطلقنا بسرعة نحو المدينة التي لم يكن الفندق يبعد عنها أكثر من نحو كيلومتر واحد فقط، وبينما نحن نسير بسرعة كانوا يطلقون النار على مؤخرة المركبة، وعندما وصلنا الفندق فتحت لنا البوابة ووجدنا رجال الأمن المعنيين بحماية أمن الفندق والنزلاء وروينا لهم القصة». وعن حالة صديقه الذي فر إلى الغابة وتبعه اثنان من الملثمين قال «عاد بفضل الله إلى الفندق بعد نحو عشر دقائق من وصولنا». وأوضح أن «السفارة السعودية في نيروبي وفور تبلغها بحادثة الاعتداء علينا، تحركت فور ونقلت المصابين إلى مستشفى أكا خان الذي باشر فورا إجراء الإسعافات الأولية للمصابين، وتقديم الخدمات العلاجية لهما بمستوى جيد وبتواجد دائم من السفارة، حيث زارنا في المستشفى السفير السعودي غرم الغامدي كما تواجد معنا وعلى مدار الساعة ضيف الله الظاهري أحد مسؤولي السفارة السعودية». وعن موعد عودتهم إلى المملكة أوضح خطاب «أمنت لنا السفارة السعودية تذاكر السفر والحجوزات المناسبة ومن المتوقع أن نقلع عند الرابعة عصرا من نيروبي إلى جدة حيث سنصل إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي عند الساعة التاسعة ليل السبت (البارحة)». وعما إذا كان ما تعرضوا له بدوافع إجرامية قال «أعتقد وزملائي يشاركونني الأمر أن الجناة هدفهم البحث عن المال فقط، وهذا ما حدث فقط، أما نحن فليس لنا أعداء لأننا لم نضر أحدا طوال إقامتنا في كينيا». وكان المتحدث الإعلامي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في نيروبي صرح أمس الأول أنه «تعرض ثلاثة من المواطنين السعوديين صباح يوم الخميس 8/8/1433ه، للاعتداء من مجموعة مسلحة في محاولة خطفهم، وسرقتهم أثناء عودتهم إلى الفندق الذي يقيمون فيه، حيث تعرض أحدهم لإصابة أسفل الحوض، وتعرض الآخر لإصابة أسفل البطن، أما الثالث فلم يتعرض لأذى ولله الحمد. وبين المتحدث أن المصابين حالتهم مستقرة ومطمئنة ولله الحمد، ويجري حاليا ترتيب نقلهم للمملكة غدا بمشيئة الله تعالى، والترتيب مع وزارة الصحة في المملكة لاستقبالهم واستكمال علاجهم. وقد شرعت السفارة بنيروبي فورا في إجراء اتصالاتها مع السلطات الكينية المختصة لمتابعة التحقيقات والقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة، وتهيب السفارة بالمواطنين الكرام توخي الحيطة والحذر في تحركاتهم والتواصل مع السفارة لتقديم النصح والمشورة لهم. وتشهد العاصمة نيروبي حوادث عدة ضد سياح وعاملين، كان آخرها وفاة شخص وأصابة آخر فيما خطف أربعة أجانب يعملون في المجال الإنساني مع سائقهم بأحد مخيمات اللاجئين في داداب شرق كينيا بالقرب من الحدود الصومالية. وأوضح المسؤول في الشرطة الإقليمية فيليب ندولو أن مهاجمين أطلقوا نيران أسلحتهم تجاه سائق سيارة تابعة لمجلس اللاجئين النروجي وسيطروا على سيارته وفروا باتجاه الحدود الصومالية، وأضاف ندولو أن السائق الذي يرجح أن يكون من الجنسية الكينية لقي مصرعه متأثرا بجراحه فيما أصيب شخص آخر، وفي وقت لاحق كشفت السلطات الكينية عن هوية العاملين في المجال الإنساني الذين تم اختطافهم في وقت سابق بمخيم داداب للاجئين بالقرب من الحدود الصومالية، وأوضح المسؤول في الشرطة الإقليمية الكينية فيليب ندولو أن المخطوفين هم كندي ونروجي وباكستاني وفلبيني. يذكر أن «عكاظ» شهدت، البارحة، لحظة وصول المعتدى عليهم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة على متن رحلة الخطوط السعودية رقم 430 القادمة من نيروبي، وكان في استقبالهم عدد من ذويهم، فضلا عن فريق طبي كامل وأربع سيارات إسعاف لنقل المصابين. من جهته، أوضح الدكتور سامي باداوود، مدير الشؤون الصحية في جدة، أنه وبحسب التعليمات فقد تم إرسال فريق طبي إلى المطار لاستقبالهم ومرافقتهم إلى مستشفى الملك فهد العام في جدة، موضحا أنه تم التنسيق مع المستشفى مسبقا لتجهيز أسرة لهم والكشف عليهم وإصدار تقرير كامل ومفصل عن كل حالة.