توفي أمس مريض المجاردة سلمان الشهري قبل أن ينقل إلى مستشفى متخصص في الرياض. وكان سلمان (24 عاماً) يعاني من مرض وراثي نادر تسبب له في هزال وضعف شديدين، وأحيل إلى قسم التنويم بمستشفى المجاردة عدة مرات وحول إليه أخيراً بسبب ارتفاع في درجة الحرارة. وأدى تدهور حالته إلى إصابته بعدوى تسببت في ورم في الساق اليسرى، فيما نصح طبيب الجراحة في مستشفى المجاردة بضرورة تحويل المريض إلى مستشفى عسير المركزي قسم الأورام، لكن الرفض الدائم من والدة المريض حال دون ذلك. وكان سلمان هو المعيل الوحيد لأمه وشقيقاته الخمس، إذ إن والدهم متوفى. وأكد الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير أن الشاب سلمان الشهري توفي إثر توقف قلبي دوراني تنفسي نتيجة الوضع الصحي الذي يعانيه نتيجة مرض وراثي نادر. وسلمان الذي عانى على مدار 24 عاما من مرض نادر لم يتعرف أحد على أوضاعه المرضية والمعيشية إلا قبل 6 أشهر وتحديداً عندما أثير موضوعه إعلامياً فتفاعل الجميع معه بدءاً بالمدير العام لصحة عسير الدكتور إبراهيم الحفظي الذي كلف استشاري الجلدية الدكتور كرم إبراهيم بزيارته والاطلاع على حالته ورفع تقرير عنها، وجاء فيه أنه يحتاج إلى تدخل جراحي لإزالة الورم من ساقه اليسرى، غير أن الوضع يحتاج إلى مناقشة مع أطباء التخدير لمعرفة مدى خطورة ذلك على حياة المريض. وأوصى الطبيب بإعطاء سلمان علاجات ومراهم موضعية مع مضادات حيوية لمكافحة العدوى، وبناءً عليه فقد تم نقله إلى مستشفى عسير المركزي تقديراً لوضعه الإنساني، لتقديم خدمة طبية أفضل له. ولكن القدر كان أسرع من العلاج فتوفي سلمان بعد معاناة استمرت 24 عاما. وقالت أم ريان "شقيقة سلمان" إنها زارت شقيقها سلمان قبل وفاته بساعات في مستشفى عسير المركزي وقالت إن أخاها كان في حالة مرض شديدة، وكان يصيح بصوت عال ويتألم بشكل مستمر، وأضافت عند ما سألناه عن حاله قال الحمد لله، الحال طيب، لكني أتعبت أمي، حتى إنه أثناء تنويمه في المستشفى كان يرفض أن ينام على السرير، ووالدته على الأرض، ويقول لها لن أنام إلا وأنت إلى جواري. وأشارت ( أم ريان ) إلى أن والدتها وشقيقاتها يعشن الآن وضعاً نفسياً صعباً بعد فقدان سلمان الذي كان العائل الوحيد لنا، بعد أن توفي والدنا وشقيقنا الأكبر في حادث مروري قبل عدة سنوات. فيما عبرت والدة سلمان عن حزنها الشديد على فقدان ابنها الوحيد الذي كانت تحلم بأن يتعافى من مرضه القاتل، وأن يعولهن. وتعاني أسرة سلمان الشهري التي تعيش في مركز أحد ثربان التابع لمحافظة المجاردة أوضاعاً سيئة للغاية.