دعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس، المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة، لمكافحة الأزمة الطارئة الناجمة عن نزوح مليوني شخص فروا من مناطق الحرب مع طالبان. وحذر أمام ممثلين عن الدول المانحة في إسلام آباد من عواقب وخيمة ناجمة عن موجة النزوح الهائلة للسكان فراراً من ديارهم في الشمال الغربي للبلاد. وقال نظراً لحجم المهمة، تسعى الحكومة الباكستانية إلى الحصول على دعم المانحين، سواء في جهود الإغاثة الجارية أو في عملية إعادة الإعمار. وأضاف إنها حاجة طارئة كي يبدأ كل من التزم محاربة الإرهاب رداً مشتركاً وشاملا لهذه المشكلة. وتابع علينا الفوز بقلوب الناس وعقولهم. علينا أن نبادر إلى عمل ملموس ومرئي. وأشار جيلاني إلى أن الحكومة أنشأت صندوقاً خاصاً للنازحين داخل البلاد داعياً الجهات المحلية والدولية إلى تقديم الهبات. وتحدثت الأممالمتحدة عن نزوح حوالى 1,5 ملايين شخص منذ 2 مايو نتيجة العملية العسكرية التي أطلقتها باكستان على طالبان، ما رفع عدد النازحين منذ أغسطس المنصرم إلى حوالى مليونين. وتزامن اجتماع أمس مع مبادرة الأممالمتحدة إلى إطلاق برنامج إنساني لمعالجة الازمة. ومع تواصل النزاع بلا نهاية قريبة، تتفاقم المخاوف حول طريقة التعاطي مع النازحين. وتوقع مسؤول عسكري أمريكي كبير في إسلام أباد أن تستمر الحرب إلى ديسمبر، لأن السلطات تتوقع بقاء عدد كبير من النازحين في المخيمات المؤقتة حتى نهاية العام. ولاتزال القوات المسلحة تواصل حربها ضد المسلحين في محافظة مالاكند، بما فيها وادي سوات ووادي بونير ودير السفلى. وقالت مصادر عسكرية أمس إن قوات الجيش تواصل زحفها نحو معاقل المسلحين، وتضيق الحصار حول الوادي من ثلاث جهات، إلى جانب قيامها بعمليات تمشيط واسعة في المناطق التي أحكمت سيطرتها عليها. من جهة أخرى أقرت الحكومة الباكستانية في اجتماعها الأسبوعي أمس مواصلة العمليات العسكرية حتى القضاء بشكل كامل على المسلحين، وضمان العودة الآمنة لمئات الآلاف من السكان النازحين.