يعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم في واشنطن جلسة مباحثات عاصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تمثل منعطفاً هاماً، على خلفية تباينات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول حل النزاع في الشرق الأوسط وكيفية احتواء البرنامج النووي الإيراني. فأوباما وإدارته يشددان على «حل الدولتين» لإنهاء النزاع الإسرائيلي فيما يرفض رئيس حكومة إسرائيل الموافقة على قيام دولة فلسطينية مستقلة. ولا يتوقع أن يتغير موقف نتنياهو في زيارته إلى واشنطن كما حذر اثنان من معاونيه المقربين السبت. وفي هذا الصدد قال النائب عن حزب الليكود (يمين) عوفير اكونيس، كما نقلت عنه الإذاعة العامة الإسرائيلية أن نتانياهو «لن يلتزم في واشنطن إقامة دولة فلسطينية». بدوره، استبعد مسؤول آخر في الليكود هو وزير النقل إسرائيل كاتز، خيار السيادة الفلسطينية، وصرح للصحافيين «نتنياهو سيعارض إقامة أي دولة فلسطينية مسلحة إلى جانب إسرائيل، لأن دولة مماثلة ستعرض أمن إسرائيل للخطر». وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية. أن نتنياهو سيقترح على أوباما تشكيل طواقم إسرائيلية أمريكية مشتركة لبلورة خريطة طريق جديدة للتقدم السياسي في الشرق الأوسط، وبلورة استراتيجية مشتركة في الموضوع الإيراني. وسيؤكد نتنياهو رغبته بالتوصل إلى تسوية إقليمية، وحسب الصحيفة فمن المتوقع أن يطالب أوباما نتنياهو بإبداء نوايا حسنة ووقف التوسع الاستيطاني. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي وصفته بالرفيع أن الزيارة الحالية تهدف إلى عرض مواقف أولية فقط. والمرحلة التالية ستكون عقد اجتماعات على مستوى طواقم عمل ومحاولة جسر الفجوات بين الجانبين وبحث سبل التقدم في العملية السياسية، وفي القضايا الاستراتيجية. من جهته صرح وزير الدفاع إيهود باراك بأنه يمكن التوصل إلى «اتفاق إقليمي خلال ثلاث سنوات»، وأضاف في مقابلة متلفزة أنه ينبغي أن نقنع الأمريكيين بجديتنا في سعينا لاتفاق إقليمي. وبعد تحقيقه قد يتطلب تنفيذه خمس سنوات إضافية. وقلل باراك من أهمية معارضة نتينياهو لإقامة دولة فلسطينية، معتبراً أنه سيقبل في نهاية المطاف بصيغة «شعبين يعيشان جنباً إلى جنب بسلام وضمن احترام متبادل». وأبدى ثقته بأن الحكومة اليمينية الحالية «ستكون مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة» بهدف التوصل إلى تسوية في الوقت المناسب. غير أن وزير النقل يسرائيل كاتس (ليكود) استبعد خيار السيادة الفلسطينية، وقال ان نتنياهو سيعارض إقامة أي دولة فلسطينية مسلحة إلى جانب إسرائيل، حسب قوله. وأوضح أن رئيس الوزراء سيعرض في واشنطن تشكيل لجنة إسرائيلية فلسطينية مشتركة بهدف بلورة مبادرة للسلام في الشرق الأوسط ، من دون أن يحدد ماهيتها. مستبعداً احتمال وقوع نزاع أو جدال مع إدارة أوباما.