الجناح الرئاسي بالدور الخامس في المركز الطبي العالمي على طريق القاهرة-الإسماعيلية الصحراوي. الحدث: تدخل سوزان ثابت مسرعة من باب الجناح ناحية الغرفة التي يرقد فيها زوجها (حسني مبارك) وعلى وجهها إبتسامة عريضة لم يعرفها وجهها منذ إندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم زوجها وأسرته ونظامه وأضاعت حلم حياتها في توريث إبنها جمال للحكم، بدون أن تطرق باب غرفة زوجه دخلت إليه مباشرة لتجد الأطباء حوله يقومون بمتابعة حالته بعدما شعر في هذا اليوم بمضاعفات أثرت على حيوية جسده نتيجة شعوره بحالة من الإكتئاب وسوء حالته النفسية. لم يكن مبارك في وعيه الكامل عندما دخلت عليه زوجته وطلب منها الأطباء عدم التحدث معه في هذا الوقت لأن حالته الصحية لا تسمح بذلك، فإبتسمت لهم سوزان وقالت عندي أخبار له ستجعله "يطير من الفرح"، وأخذت سوزان تحاول إفاقة زوجها بنفسها وتقول له :"إصحى ياحبيبي عندي خبر مهم هيسعدك".. فتمتم مبارك بعد أن بدء يسترد وعيه بشكل كبير وأخذ يقول:"هو في حاجات تفرح في الدنيا دي دلوقتي". أخذ مبارك يعتدل من نومه على السرير بعد شعر في كلام زوجته وجود شيئ مهم وقال لها : "في ايه ياسوزان".. فقالت له "عمر سليمان قدم أوراق ترشحه للرئاسة النهاردة"..إسترد مبارك وعيه تماما بعد سماع هذة الجملة ليترك السرير ويجلس بجوار زوجته على أريكة في نفس الغرفة (وكل ذلك في حضور الأطباء وطاقم التمريض) وقال لها :"بتتكلمي بجد"..فقالت: "هسمحلك تشوف التليفزيون بس دلوقتي علشان تتأكد بنفسك" –يذكر أن سوزان منعت مبارك من الإطلاع على وسائل الإعلام حتى لا يصاب بإكتئاب من سماع الأخبار التي تهاجمه. تابع مبارك وزوجته مشاهد تقديم "سليمان" لأوراق ترشيحه" وبدى على مبارك علامات الفرح والإرتياح والسعادة التي لم يشعر بها منذ خلعه من على كرسي الحكم ووجه كلامة لزوجته قائلا : "لو نجح عمر يبقي مش هنتبدهل إحنا ولا ولادنا ولا أحفدنا كمان" وأضاف :"كدا الإسلاميين خرجوا بره لعبة الرئاسة والمنافسة هتكون بين سليمان وموسى وشفيق". بعد سماع مبارك لهذا الخبر أصر على تناول الطعام مع زوجته والذي أحضرته معها من الخارج وقال "أيوا كده الواحد نفسه إتفتحت على الأكل"، وطلب من سوزان أن تتمشى معه قليلا داخل الجناح وتعجب الأطباء من ذلك حيث أنه كان أغلب الوقت ملازما للسرير أو الأريكة الموجودة بغرفته، وظلت سوزان بجواره لأكثر من ساعتين في هذا اليوم وقبل أن تغادر - وعلى غير المعتاد- صرفت مكافأة من جيبها الخاص لطاقم التمريض الملازم لزوجها للتعبير عن فرحتها بخبر ترشيح عمر سليمان وودعت زوجها قائلة:" هزورك بكرة وهحاول أزور علاء وجمال علشان أفرح معاهم بالخبر".
