ترايفون مارتن.. مراهق أسمر البشرة كان يمشى مرتديا سترة بقبعة فى شوارع بلدته سانفورد بمدينة أورلاندو فى ولاية فلوريدا، ممسكا بيده حلوى وشايا مثلجًا، لكنه تلقى رصاصة غادرة فى صدره على يد حارس أمن خاص أبيض البشرة اعتبر ترايفون «مشبوها»، وظنه لصا، لأنه كان يغطى رأسه بقبعة سترته، وهو زى يرتديه الشباب الأمريكى، خصوصا الفقراء أو من هم ذوو الأصول الإفريقية، يعرف باسم «هودى»! قضية مقتل المراهق الأمريكى الأسود أو النسخة الأمريكية من «خالد سعيد» المصرى، تحولت إلى قضية رأى عام فى أمريكا، واندلعت على إثرها تظاهرات يومية فى فلوريدا، امتدت إلى عدة مدن أخرى، منها نيويورك وواشنطن، تهتف «كلنا ترايفون مارتين»، تنديدا بالتمييز العنصرى وبطريقة تعامل الشرطة مع الحادثة، وهو ما اضطر قائد شرطة المدينة إلى إعلان استقالته، الأسبوع الماضى. وأمام ذلك الضغط الشعبى، الرئيس باراك أوباما لم يجد مفرا من التعليق والتركيز على هذه الحادثة، متعهدا ب«التحقيق بشكل كامل فيها». تصاعدت وتيرة الاحتجاجات أيضا بعد مقتل شيماء العوضى 32 عاما، أم عراقية لخمسة أطفال بأيد أمريكية مجهولة انهالت عليها ضربا حتى الموت، بدافع الكراهية العنصرية والدينية، فقط لأنها كانت ترتدى الحجاب، حيث ترك الجانى بجوار جسدها رسالة تقول «عودى إلى بلادك أيتها الإرهابية!». أول من أمس، نظَّم طلاب فى جامعة كاليفورنيا مظاهرة تضامن خاصة باسم «الهودى والحجاب»، نسبة إلى ضحيتيهما «الهودى فى حالة مارتن، والحجاب فى حالة العوضى»، احتجاجا على عدم القبض على قاتل المراهق والمطالبة بالقصاص له وللأم العراقية.