قبضت الجهات الأمنية على المعنفة من والدها فاطمة بعد مرور شهر من خروجها بعد أن قام عمها بكفالتها لدى الجهات المعنية، وأودعت سجن النساء في المدينةالمنورة، وبدأت تفاصيل قصتها مع رفض والدها تزويجها، وإصرارها على الانتقال إلى منزل والدتها المطلقة، وسط ممانعة والدها. وأوضحت شقيقة المعنفة وفقاً لصحيفة «الحياة»، وفاء أن إدارة تنفيذ الأحكام احتجزت عم فاطمة للضغط علية لتسليمها وهو ماتم، إذ ذهبت برفقة أمها وتم إحالتها إلى السجن. ووصفت حال أختها فاطمة بالسيئة والمتردية بعد أن فقدت الثقة في من حولها، مضيفة «لم يصبح أمام شقيقتي خيارات سوى الجلوس مع والدتها». من جهتها، أكدت فاطمة قبل احتجازها من الجهات الأمنية، أن المشكلة بدأت مع والدها حين تقدم لها عريس لكنه أصر على رفضه، وهددها ب «السكين» إما الخروج من منزله أو قتلها، ففرت إلى والدتها لتفاجأ أنه تقدم ضدها ببلاغ إلى الشرطة مفاده أنها غائبة عن المنزل منذ ثلاثة أيام. وبررت فاطمة اختيارها كون والدها رب عائلة كبيرة يعولهم في منزلٍ صغير، وهي في ال35، ولديها فتاة في سن ال 13 من عمرها، وترغب في السكن مع والدتها، إلا أن المحكمة رفضت طلبها، وألزمتها في أحكام سابقة بالإقامة مع والدها. بدوره، خيّر والد فاطمة في حديثه ابنته بين ثلاثة خيارات متمثلة في أن «تسكن معه، أو تتزوج من رجل، أو تعود إلى السجن». وأوضح والد فاطمة أن الخلاف بدأ عندما حضرت زوجته السابقة تشكو من خروج ابنتها في الليل وحيدة بسبب عملها، مضيفاً «وكأي أب مسؤول أديت دوري واحتضنتها في منزلي بين إخوتها، وبما أنني متزوج من امرأتين، كانت فاطمة تنتهز فترة غيابي في المنزل الثاني، وتخرج حتى اكتشفت ذلك، وبدأت أراقبها لكنها تغيبت لأكثر من ثلاثة أيام عن المنزل، فأبلغت الشرطة». وقال والد فاطمة: إنه لم يشأ وصول قضيته مع ابنته إلى أروقة المحاكم، لكن ابنته من صعدت الأمور بيننا بنشرها قضيتها في وسائل الإعلام وعنادها ورفضها السكن معي والامتثال لأوامري. وأضاف «فوجئت أن والدتها وقفت معها، وفضلت فاطمة الجلوس في السجن على الذهاب معي، ووصلت الأمور بيننا لما وصلت إليه، وحكم أكثر من قاضيين بجلوسها في منزلي، لكنها أصرت على عدم المجىء معي، على الرغم من أنني لست من الآباء الذين يضربون أو يهددون، فكل ما أريده منها عدم الخروج المتواصل بلا سبب، فأي أب عاقل يخاف الله لا يرضى على ابنته الخروج والذهاب مع رجال أو حتى الجلوس معهم». وطلب قسم القضايا الأسرية في الحقوق المدنية في المدينةالمنورة أخيراً، من فاطمة التي تعمل مساعدة طبيبة أسنان، العودة مجدداً إلى السجن بعد خروجها منه لمدة شهر ونصف الشهر، من أجل إتاحة الفرصة للصلح بينها وبين والدها، ومن أجل الرفع للاستئناف بعد أن صدر حكم بحقها من محكمة المدينة، إما السكن مع والدها أو السجن، ضوئية للحكم على فاطمة. إلا أنها اختارت الأخير. وبيّن الوكيل الشرعي للمعنفة فاطمة، أحمد مختار أن الحكم الذي صدر ضد موكلته لصالح والدها هو إلزامها بالسكن مع والدها لحين الزواج، وأن قاضي التنفيذ في آلية من آليات تنفيذ الحكم بعد رفض فاطمة تنفيذ الحكم الصادر ضدها لجأ إلى الأمر بسجنها حتى تذعن لتنفيذ الحكم. وأكد الوكيل الشرعي أن الحكم الصادر ضد فاطمة هو حكم قطعي مميز من محكمة الاستئناف العليا وعليه فإن هذا الحكم لا يمكن الرجوع عن آلية تنفيذه إلا بتنازل والدها المدعي، أو بأمر سامٍ لإعادة النظر في قضية فاطمة، وإيقاف تنفيذ الحكم. يذكر أن فاطمة التي تعمل مساعدة طبيبة أسنان، كانت قد احتجزت طوال الثلاثة الأشهر في السجن قبل الإفراج عنها بكفالة عمها.