(عزيزتي شرق ) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أعيش في مدينة بعيدة عن منطقة سكن أهلي بنفس البلد منذ سنوات لظروف الدراسة أولا ثم ظروف العمل فيما بعد، ومشكلتي أنني تعرفت على بنت في المدينة التي أسكنها عن طريق الإنترنت واتفقنا على الزواج وهو ما أوفيت به برغم صعوبة شروط أهلها الذين اشترطوا أن يقام العرس في مدينتهم واضطر أهلي جميعهم للسفر كي يحضروا زواجي بالإضافة إلى مهر كبير بالنسبة لإمكانياتي وقتها. المهم أنه بعد سنتين تقريبا فقدت وظيفتي الأولى وتعرضت لظروف مادية صعبة جدا اضطررت معها إلى أن اتخذ قرارا بالعودة إلى منطقة أهلي لأنهم سيساعدونني ماديا وساسكن معهم ولكن زوجتي رفضت وأصرت على الرفض وعاندتني لدرجة أنها طلبت الطلاق والمصيبة أن أهلها كلهم وقفوا بجانبها وأمام كل الضغوطات التي كنت أواجهها حينذاك طلقتها وافترقنا. ثم بعد فترة تحسنت أحوالي ووجدت وظيفة عن طريق أحد المعارف في نفس مدينة أهل زوجتي وعدت للاستقرار فيها، ورجعت طليقتي تواصلت معي عن طريق الإنترنت وكان قد مضى على طلاقنا حينها عدة أشهر وتصالحنا وعادت المياه إلى مجاريها فذهبت إلى بيت أهلها لأرجعها مع العلم بأنه لابد من عقد جديد ومهر جديد وكنت مستعدا تماما ولكن وبعد أن وافق أهلها ورحبوا بي فوجئت برفضها مع أنها كانت آخر شخص أتوقع رفضه لما كان بيننا من محادثات على الإنترنت ولأنني ظننت أنها تريد العودة إليّ حتى أبيها لم يفهم وناداها لتواجهني بسبب الرفض ولم تقل شيئا محددا وعندما لمحت لها بما كان بيننا على الإنترنت وأنني اعتقدت أنها تريد العودة لي قالت لي: أنت فهمت خطأ. غضبت كثيرا وقطعت العلاقة بها نهائيا في الإنترنت وحذفتها من إيميلي والفيس بوك. والآن بعد مرور سنة تقريبا على ذلك الموقف عادت من جديد إلى حياتي، بيننا مكالمات ومحادثات على الإنترنت وأغلبها في البداية كانت من طرفها ثم تطورت العلاقة إلى درجة أن ترسل لي العشاء بعض الأحيان مع سائق بيتهم وتقول بأنها أرادت أن تطبخ لي وأن أتعشى من يديها. وتكرر هذا مرات قليلة وحتى حين سافرت أنا وأختي التي تعيش معي لظروف دراستها الجامعية إلى أهلي زارت هي شقتي الخالية وكان عندها نسخة من المفتاح أنا أهديتها إياه ورتبت لي الشقة وملابسي وكان هذا بالنسبة لي أجمل هدية تقدمها لي وطبعا لم يتكرر هذا لأننا نخاف من أن يراها أحد تدخل إلى العمارة حتى لو لم أكن موجودا بها خصوصا وأن أهلها لا يعلمون بما يجري بيننا ولا أحد يعرف سوى أختي التي تعيش معي. طلبت منها أكثر من مرة أن توافق علي وأنا مستعد أذهب إلى بيتهم وأطلبها للزواج ولكنها لا تعطيني جواب نهائي لا بالقبول ولا بالرفض وهي تقول بأنها تخاف أن تعود إلي وتتكرر المشكلة ولن تقبل بالعيش في منطقة أهلي وأحيانا تقول تخاف من المستقبل إذا أنجبنا وبصراحة أنا محتار جدا ولا أعرف من أستشير لأن أهلي - خصوصا أمي - متضايقون منها جدا وأخشى أن أصارحهم برغبتي فيها وأختي تقول لي لو تريدك ترجع لك ولكن تريد أن تلعب عليك وهو ما لا أصدقه فما مصلحتها باللعب علي؟ أنا متأكد بأنها تعاني مثلما أعاني لأن حالتنا صعبة فلا نحن متزوجون ولا نستطيع الابتعاد ونسيان بعض. ما الحل؟ الاستشارة أخي الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: الحياة الزوجية على اسمها مزاوجة بين كائنين بشريين رجل وامرأة لكل واحد منهما صفاته وخصائصه الطبيعية والبيئية، وعندما يلتقيان في مركب الزوجية، لابد أن يمتزجان في كثير من الصفات، وأن تبقى بعض الصفات الجبلية والتركيبية في كل منهما، لأنها طبيعة الحياة وطبيعة النفس البشرية. وما حدث ويحدث بينك وبين زوجتك الكريمة هو شيء من هذا القبيل، فالذي يظهر لي من رسالتك أنك تحب زوجتك وهي تحبك، وبينكما نقاط اتفاق كبيرة تجعل حياتكما الزوجية بإذن الله سعيدة ومباركة. أما المشكلات التي تحدث وسوء التفاهم فهذا شيء طبيعي، والحوار والنقاش والتفاهم والتنازل أحياناً عن بعض الأمور وتغليب جوانب المصالح الكبرى على المصالح الشخصية، يساعد كثيراً في جعل هذه المشكلات صغيرة ويجعلنا نتغلب عليها بشكل إيجابي. أخي الكريم: إن الممارسات التي تمارسها مع زوجتك التي طلقتها تدل دلالة أكيدة على حبها لك ورغبتها بك والعيش معك، ولكن قد يكون خانها التعبير أو خانتها الكلمات أو غرها بعض الناس حتى قالت ما قالت: أنها لا تريد العودة. ولكن الآن وما دامت هي تبدي رغبتها في العودة ورغبتها في رمرمة البيت الزوجي، فوافق على ذلك، ولكن أشعرها بأن الظروف التي تعيشها الآن قد تتغير وتجبرك على أن تعيش مرة أخرى مع اهلك وفي مدينتك، فإن وافقت على ذلك فلا تتردد في العودة إليها وضمها مرة أخرى إلى حياتك الزوجية. أخيراً: بعد موافقتكما على العودة واتفاقكما على الشروط بينكما والتعاون وتغليب جانب المصالحة الزوجية على المصلحة الشخصية، أقنع والدتك حفظها الله برغبتك في العودة إلى زوجتك وأنها اعترفت بخطئها وأنها ترغب في العيش معك على الحلوة والمرة، كما أطلب من أختك الكريمة أن تكون وسيلة خير وصلة بينك وبين زوجتك، حتى تتذلل العقبات التي قد تقف في طريقكما، وأسأل ربي عز وجل أن يديم عليكما السعادة الزوجية ويرزقكما الذرية الصالحة. المستشار الأسري د. حمد بن عبد الله القميزي ملاحظة: يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق