وجئت طالبات الصف الثاني عشر، في مدرسة حكومية ثانوية للطالبات بأبوظبي، أثناء وجودهن في الفصل الدراسي، بدخول معلمة اللغة الإنجليزية في حالة سكر بيّن، وفي يدها زجاجة خمر، وقيامها باحتضان الطالبات وتقبيلهن، ما دعاهن إلى شكواها إلى إدارة المدرسة التي اتخذت قراراً بإيقاف المعلمة فوراً. وقالت مديرة المدرسة، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أو اسم المدرسة، حفاظاً على سمعة المدرسة والطالبات، إن الواقعة حدثت يوم الأربعاء الماضي، عندما دخلت معلمة اللغة الإنجليزية وهي أجنبية الجنسية، إلى فصل الصف الثاني عشر العلمي، وهي في حالة غير طبيعية، ولاحظت الطالبات اضطرابها وقيامها بتصرفات غريبة، والتفوه بألفاظ غير مفهومة. وأضافت المديرة أنه عقب انتهاء الحصة، دخلت المعلمة حصتها التالية، في أحد فصول الصف الثاني عشر الأدبي، وكانت في حالة فقدان اتزان، وتحمل في يدها زجاجة خمر، وارتكبت بعض الأفعال الغريبة، وكان يظهر عليها عدم الاتزان، ثم قامت بدخول أحد فصول القسم العلمي وقبّلت الطالبات واحتضنتهن بصورة غريبة. وأشارت إلى أنه خلال الحصة التالية للصف الثاني عشر الأدبي، كانت في حالة يرثى لها، إذ كانت تحمل زجاجة خمر، وبدأت تضحك وتقبل الطالبات وتبدي سلوكيات غير لائقة تتنافى مع العادات والتقاليد، ما أثار غضب الطالبات اللواتي اصطحبنها إلى خارج الصف، وذهبن بها إلى غرفة المعلمات، ومن ثم أبلغن الإدارة بما حدث، مشيرة إلى أن سلوك المعلمة الغريب، ورائحة الخمر التي تفوح منها دفع إحدى الطالبات إلى تصويرها على هذه الحالة لإثبات الواقعة. وأضافت مديرة المدرسة أنها كانت في اجتماع أثناء وقوع الحادث، وأن وكيلة المدرسة والأخصائية الاجتماعية توليتا الموضوع، حيث ذهبتا إلى المعلمة وتأكدتا من أنها في حالة غير طبيعية، وتركتاها تغادر المدرسة. وتابعت أنها اجتمعت في اليوم التالي مباشرة بالمعلمة، بحضور مديرة شركة الشراكة، ومنسقة اللغة الإنجليزية، حيث اعترفت المعلمة بأنها كانت مخمورة، وأنها شربت خمر خلال أخذها الدواء للتغطية على مرارته، إلا أن مسؤولة الشراكة اكتشفت أثناء التحقيق معها أنها تعاطت كحوليات قبل القدوم إلى التحقيق، ورائحة الخمر تفوح منها، ما أورد شكاً لديهن بأن هذه المعلمة مدمنة كحوليات. وأكدت المديرة أنها احتفظت بزجاجة الخمر التي كانت معها في أثناء الواقعة دليلاً، وأنه بناء على التحقيق معها والتأكد من الواقعة، قررت وقف المعلمة عن العمل فوراً، وإبعادها نهائياً عن المدرسة، وأن مجلس أبوظبي للتعليم وافق على قرار الإدارة وأيده، على الرغم من عدم انتهاء المعلمة من شرح المنهاج كاملاً، واقتراب موعد الامتحانات، مشيرة إلى أن منسقة اللغة الإنجليزية ومساعدتها تتوليان حالياً مهامها التعليمية. وشددت المديرة على عدم إمكانية التهاون مع مثل هذه السلوكيات غير الأخلاقية، والتي تتنافى مع العادات والتقاليد العربية والإسلامية، وتؤثر سلباً في الطالبات عندما يشاهدن مثل هذه النماذج في المدرسة، خصوصاً أن هذا السلوك غير المسؤول من المعلمة أثر في سمعة المدرسة، حيث تناقلت طالبات صور المعلمة عبر ال«بلاك بيري»، ودفع ذوو طالبات إلى الاتصال بالإدارة والاطمئنان على الإجراءات التي اتخذت في حق المعلمة، وإظهار استيائهم من الواقعة وقلقهم على بناتهم. وكشفت مديرة المدرسة، أن هذه المعلمة منقولة إلى المدرسة مع بداية العام الدراسي الجاري، من مدرسة ثانوية أخرى في أبوظبي، وأنها لم تعمل من قبل في المدرسة، مشددة على أنه من الضروري عدم التهاون مع مثل هذه السلوكيات من قبل أي معلم، واتخاذ عقوبة صارمة تقضي بوقف هذا المعلم عن العمل، وإنهاء خدماته حماية للطلبة. يذكر أن لائحة سلوكيات مجلس أبوظبي للتعليم الخاصة بتقييم المعلمين، تنص على ضرورة احتفاظ التربويين بعلاقات طيبة مع الطلاب، وتوفير الرعاية، وتقديم الخدمات اللازمة لهم داخل الصفوف الدراسية وخارجها، والتحلي بالسلوكيات التي تحقق مصلحة الطلبة، والوعي بسياسات المجلس المتعلقة بحماية الطلبة، وتشدد اللائحة في التحذير على خطورة تعمد القيام بسلوكيات تخالف القيم الإسلامية داخل الصفوف الدراسية، أو أماكن العمل، أو تعمد إظهار عدم احترام العادات والتقاليد الوطنية، أو التدخين، أو تعاطي الكحوليات أو المواد المخدرة في مباني وساحات المدارس، أو تشجيع الطلبة على تعاطي التبغ، في أي وقت من الأوقات، أو ارتداء أي نوع من الملابس الضيقة أو الشفافة أو غير الملائمة لبيئة العمل، أو التمييز ضد الزملاء أو الطلبة أو أفراد المجتمع، أو التحرش بهم على أساس النوع أو الحالة الاجتماعية، أو العرق، أو الدخول في مناقشات مع الطلبة بشأن المسائل الحساسة مثل الدين والسياسة.