(شرق)- بدأ مجلس الشورى السعودي دراسة اقتراح يمنع زواج القاصرات اللواتي تقل أعمارهن عن ال18 عاماً، بينما يتواصل ظهور حالات جديدة في مناطق مختلفة من المملكة، آخرها تزويج فتى في ال15 من العمر بفتاة تكبره بعام واحد. ففي إحدى القرى التابعة لمحافظة العارضة بمنطقة جازان "أجبر" والد سعودي ابنه على الزواج من ابنة عمه، رغم أنه لا يتجاوز ال15 من العمر، بحسب ما يؤكد "العريس" جبران في حديث له. ويشرح جبران أن عقد النكاح تم في إجازة ما بين الفصلين الدراسيين للعام الجاري، أي قبل شهرين تقريباً، مقابل مهر بلغ 50 ألف ريال، وتم الاتفاق بين والده ووالد زوجته على تقسيطها. وينفي الزوج شعوره بأي ندم على الارتباط في هذا السن، مشيراً إلى أنه دخل حياة جديدة يراها الأفضل بالنسبة له، وأن لكل وقت ظروفه الخاصة. من جهته، يؤكد والد العريس أنه سيواصل دفع مصاريف ابنه حتى ينهي تعليمه، مشيراً إلى أنه هيأ للزوجان "مسكناً ملائماً في الوقت الراهن يناسب وضعهما الاجتماعي". ويعترف الأب بأن الزواج المبكر هو عادة قديمة لبعض أفراد قبيلته وأبناء قريته، نافياً أنه يكون لذلك أي تأثير سلبي في الحياة الزوجية مستقبلاً. أما والد "العروس" فيؤكد أن الزواج تم بموافقة ومباركة الطرفين، بعد "إصرار" الابن الذي وعد بمواصلة مشواره التعليمي، والذي دافع بأن زواجه من ابنة عمه قد يعطيه دافعاً قوياً في النجاح والمثابرة عاماً بعد عام، من دون أن يكون ذلك عائقاً يمكن أن يدفعه لترك الدراسة مبكراً. وقال والد الفتاة: "لقد اشترطت على زوج ابنتي أنه إذا فكر مجرد تفكير في ترك دراسته لاحقاً فإني سأقوم بأخذ ابنتي منه ولن تعيش معه، لأننا لا نريد منه إلا أن يكون زواجه أمراً يساعده في تحقيق نجاحه في مجاله التعليمي". دراسة في "الشورى" وبعد انتشار ظاهرات زواج القاصرات، تدرس لجنة الشؤون الاسلامية والقضائية وحقوق الانسان في مجلس الشورى السعودي فكرة "تعميد مأذوني الأنكحة بعدم اتمام عقود النكاح للفتيات القاصرات اللاتي تقل اعمارهن عن 18 سنة". وذكر ان وجود "مشروع مشابه تدرسه لجنة الشؤون الاجتماعية حول تنظيم الهيئة الوطنية لحماية المرأة والطفل من الإيذاء". ونقل الاقتراح العضو في المجلس محمد القويحص باعتبار أن الخطوة تأتي نظراً الى "زيادة معدلات الطلاق بسبب صغر الزوجات" وإلى كون "المملكة وقعت عدداً من الاتفاقيات الدولية وأصدرت نظام الاتجار بالاشخاص والذي وضع تعريفاً للطفل بأنه من عمره أقل من 18 سنة". وأضاف القويحص انه "يمكن تعديل السن من 18 إلى أقل طبقاً لما يراه المجلس في حال فازت التوصية بالمناقشة"، مشيراً الى ان "معظم دول العالم سواء العربية والإسلامية وغيرها تحدد سن الزواج". وكان قرار اصدره قاض في مدينة عنيزة السعودية وجدد فيه رفض تطليق طفلة في الثامنة من العمر من زوج يكبرها ب50 سنة تقريباً، اثار الكثير من الجدل في السعودية وفي الخارج. وبحسب الصحف، كان والدة الطفلة تسعى لتطليقها بعد ان اقدم والد الطفلة على تزويجها مقابل المال. وقد رفض القاضي، مرة اولى، تطليق الفتاة، ثم رفض ذلك مرة ثانية بعد ان احالت القضية اليه محكمة الاستئناف مجدداً لإعادة النظر في الحكم.