في كلمته التي القاها بمناسبة الاعلان رسميا عن قيام "جمهورية جنوب السودان"، رحب الرئيس السوداني عمر البشير السبت بقيام دولة الجنوب المستقلة، مجددا احترامه لرغبة شعبها فى الانفصال عن الشمال رغم قناعته بأهمية الوحدة. وأضاف البشير أن قناعته بأهمية الوحدة هي التي تدفع الجميع للإسراع فى حل المشاكل العالقة عبر مؤتمر الحوار الوطني والقبول بحق تقرير المصير، مشيرا إلي أهمية الحفاظ على المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية. وأشار الرئيس السوداني إلي أن ما حدث ليس راسخ فى القانون السياسي العالمي بل أكدته السياسة السودانية عبر الانتخابات والاستفتاء الذي أفضي إلي إعلان دولة الجنوب. ودعا إلي إقامة علاقات جوار إيجابية ومراعاة المصالح المشتركة سواء تجاريا أو اقتصاديا بين شمال السودان وجنوبه، للحفاظ علي الروابط النفسية والاجتماعية بين الشعبين تعزيزا للوحدة. وطالب البشير أيضا بالعمل على إنهاء المسائل العالقة والتوتر بين الجانبين، متوجها بالشكر إلي كل الدول والمنظمات الدولية التي ساعدت فى خروج دولة جنوب السودان إلي النور. وناشد باحترام الحدود بين الجانبين وتكوين رؤية مشتركة وواعية للحفاظ على أمنه بسبب احتضانه عدد من السكان الشمال والجنوب معا. وأكد الرئيس السوداني أن بلاده التزمت بتعهداتها عبر إجراء الانتخابات والاستفتاء بشكل نزيه واعترافها بالنتائج بصوت عالي، مما خيب ظنون كل من شكك فى قدرتها على ذلك. وأوضح الرئيس البشير أن نجاح دولة جنوب السودان الوليدة يعد نجاحا للشمال، كاشفا عن رغبة بلاده فى الانضمام إلي التجمع الاقتصادي المزمع تكوينه فى قارة إفريقيا. وناشد البشير الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالالتزام بوعوده التي قطعها على نفسه بخصوص رفع العقوبات المفروضة علي الخرطوم بعد التزام بلاده بتعهداتها حيال الجنوب وأزمة دارفور. وأكمل أن علي الجنوبيين وضع الكراهية وماضي الحروب خلفهم، والمضي قدما إلي الأمام لتحقيق الوئام بين سكانه ومع الشمال. الاعلان الرسمي وكان جيمس واني إيجا رئيس برلمان جنوب السودان اعلن رسميا اليوم قيام"جمهورية جنوب السودان" لتصبح أحدث دولة إفريقية والعضو رقم 193 في منظمة الأممالمتحدة. وتلى إيجا امام الاحتفال الرسمي بهذا الإعلان بيان الإعلان عن جنوب السودان "دولة مستقلة ذات سيادة".وأكد أن الدولة الجديدة ستكون متعددة الأعراق. وبدوره، ادى سلفا كير اليمين الدستورية كرئيس لجمهورية جنوب السودان. وجرى الاحتفال بحضور عدد من قادة العالم بينهم رئيس جمهورية السودان عمر البشير، وأقيم الاحتفالا عند ضريح الزعيم الجنوبي الراحل جون جارانج وتم خلاله رفع علم الدولة الجديدة. وفي كلمة ألقاها أمام المحتشدين، رحب القيادي الجنوبي باجان آموم بالوفود التي حضرت إلى جوبا للمشاركة في إعلان قيام الدولة الوليدة. ومن بين الحضور أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي رحب باستقلال الدولة العضو 193 في المنظمة، وقال لدى وصوله الى مطار جوبا "شعب جنوب السودان حقق حلمه. الأممالمتحدة والمجتمع الدولي سيبقيان الى جانب جنوب السودان". كما يحضر ثلاثون زعيما افريقيا الاحتفال بميلاد الدولة المستقلة الرابعة والخمسين في قارتهم. وكذلك ايضا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولين باول والمندوبة الأمريكية الدائمة في الأممالمتحدة سوزانا رايس وقائد القيادة الإفريقية في الجيش الأمريكي الجنرال كارتر هام. وقام الوفد المصرى المشارك فى الإحتفالات برئاسة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء وبرفقته وزيرى الكهرباء والطاقة والخارجية بتسليم خطاب رسمى بالإعتراف بجمهورية جنوب السودان. كما أكد الوفد المصرى حرص مصر على دعم وتعزيز العلاقات مع الأشقاء فى جنوب السودان ومواصلة الدور المصرى فى تقريب وجهات النظر بهدف تسوية المسائل العالقة بين شمال السودان وجنوبه وبما يؤمن علاقات جيدة ومستقرة بينهما فى مختلف أنحاء المنطقة. احتفالية كبيرة وامتلأت شوارع جوبا ليل الجمعة السبت بالحشود وسط أجواء احتفالية كبيرة إيذانا بإعلان ولادة دولة جنوب السودان، وفرحا باليوم الأول من عمر الدولة المستقلة الجديدة. وعند منتصف الليل، قرعت أجراس الكنائس في الجنوب وعمت مظاهر الابتهاج حيث سار جنود ومدنيون بينهم مجموعات من النساء في وسط المدينة. وقد ارتدى البعض الملابس التقليدية. وأضاءت ألعاب نارية سماء المكان فيما جابت السيارات شوارع المدينة رافعين أعلام جنوب السودان ومطلقين العنان لأبواق سياراتهم. ويشمل برنامج الاحتفالات عروضا عسكرية وصلوات وحفلات ورفع علم جنوب السودان كما سيوقع اول رئيس للبلاد سلفا كير بالاحرف الاولى على الدستور الموقت. وقد اعلنت حكومة السودان الجمعة اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان. نشر قوة جديدة وصوت مجلس الامن على قرار يقضي بتشكيل قوة جديدة في جنوب السودان قوامها 7 آلاف فرد من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بالاضافة الى شرطة مدنية قوامها 900 فرد. وكانت الخرطوم قد أعلنت أنها لن تجدد تفويضها ببقاء القوات مما دفع الولاياتالمتحدة إلى المجادلة بوجوب السماح ببقاء ألف من القوات الدولية في جنوب كردفان. أما القوة الأخرى المختلف عليها في منطقة آبيي فسيتم استبداله بقوات إثيوبية ( 4200 جنديا).