اُعلن جنوب السودان, رسمياً، السبت كدولة مستقلة ذات سيادة بالقرب من موقع ضريح جون غرنغ، الزعيم السوداني الجنوبي الذي قتل بتحطم مروحية عام 2005، بعد أشهر من انتهاء التفاوض على اتفاقية «نيفاشا» التي مهدت السبيل لقيام أحدث دول العالم. وعقب رفع العلم الرسمي للدولة الحديثة، أدى سلفا كير ميارديت، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان والنائب الأول للرئيس السوداني، والذي تولى رئاسة حكومة الجنوب خلال فترة الاستقلال الذاتي، اليمين الدستورية كرئيس لدولة جنوب السودان. منذ منتصف الليل اضحت جمهورية جنوب السودان المنتجة للنفط أحدث بلد في العالم. وفي البداية حاولت قوات الامن السيطرة على الشوارع الترابية في جوبا عاصمة الجنوب ولكنها تراجعت امام الحشود المبتهجة التي لوحت بالاعلام ورقصت وتغنت بالحرية واحتفل جنوب السودان بإعلان دولته الوليدة بمشاركة عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة وممثلي عدد من دول العالم والمنظمات، ووفد من الحكومة الاتحادية يقوده الرئيس السوداني، عمر البشير. وعشية إعلان أحدث دول العالم، اعترفت الرئاسة السودانية في الخرطوم، الجمعة، رسمياً بقيام «جمهورية جنوب السودان» المستقل ذات السيادة. وأعلن بكري حسن صالح، وزير شؤون الرئاسة السودانية أن الخرطوم «تعترف بقيام دولة جنوب السودان ضمن حدود عام 1965». ويبدو أن الإشارة السودانية إلى حدود عام 1965 ستثير الكثير من اللغط في الجنوب باعتبار أن الخرائط العائدة لتلك الفترة تضع منطقة أبيي- الغنية بالنفط والمتنازع حولها- ضمن حدود الشمال. من جانبه، استبق الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إعلان قيام الدولة بكلمة قال فيها إن هناك حاجة لقيام الجنوب بتنمية الشراكة مع الشمال والدول المجاورة لمواجهة التحديات المقبلة. ويأتي إعلان جنوب السودان دولة مستقلة بعدما صوت 98 في المائة من أهالي الجنوب لصالح الانفصال وذلك في استفتاء جرى في يناير الماضي، وفقا لاتفاق السلام الشامل الذي أبرم عام 2005 ليضع حدا لسنوات طويلة من الحرب بين الشمال والجنوب، هي أطول حروب القارة الإفريقية استمرت لخمسة عقود. ورقص الالاف في شوارع جنوب السودان اثناء الليل احتفالا بالساعات الاولى لاستقلال نالوه بشق الانفس امس لكنه يدخل المنطقة في فترة جديدة من عدم اليقين. ومنذ منتصف الليل اضحت جمهورية جنوب السودان المنتجة للنفط أحدث بلد في العالم. وفي البداية حاولت قوات الامن السيطرة على الشوارع الترابية في جوبا عاصمة الجنوب ولكنها تراجعت امام الحشود المبتهجة التي لوحت بالاعلام ورقصت وتغنت بالحرية. ومع بزوغ الشمس تدفق الالاف على موقع الاحتفال الذي يقام بمناسبة الاستقلال مما قد يسبب صداعا للمسؤولين الحريصين على حماية الشخصيات البارزة التي تشارك في الاحتفال ومن بينها الرئيس السوداني عمر حسن البشير. ونتيجة سنوات الحرب الطويلة تتراكم كميات كبيرة من الاسلحة في جنوب السودان. وفي مؤشر محتمل على تحالفات جديدة في السودان تضمن الحشد نحو 200 من مؤيدي زعيم متمردي دارفور عبدالواحد النور الذي تقاتل قواته الخرطوم في تمرد اندلع قبل ثمانية اعوام على حدود جنوب السودان مع الشمال. ووقف مؤيدو فصيل النور في جيش تحرير السودان ينشدون مرحبين بالدولة الجديدة وهم يرتدون قمصانا قطنية تحمل صور زعيمهم وحمل احدهم لافتة كتب عليها ان البشير مطلوب حيا او ميتا. وبعد حلول منتصف الليل فقدت جمهورية السودان نحو ثلاثة ارباع احتياطيات النفط الواقعة في الجنوب وتواجه المستقبل بحركات متمردة في دارفور واقليم جنوب كردفان. وقال السفير الالماني بيتر ويتج رئيس مجلس الامن الدولي للشهر الحالي للصحفيين ان من المرجح ان يتبنى المجلس قرارا في 13 يوليو يوصي بمنح جنوب السودان عضوية الاممالمتحدة. ويحتاج طلب العضوية الى أغلبية الثلثين للموافقة عليه وهو ما يعني الحصول على 128 صوتا من 192 دولة عضوا. ومع هذا فان جنوب السودان ربما لن يحتاج الى اقتراع لان القرارات غير الخلافية يمكن تبنيها باجماع الاراء دون حاجة الى تصويت. وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان وزير الخارجية المصري محمد العرابى أعلن امس اعتراف مصر رسميا بجمهورية جنوب السودان. وقالت الوكالة انه فور وصول الوفد المصرى المشارك فى احتفالات اعلان الدولة فى جوبا عاصمة جنوب السودان قام بتسليم خطاب رسمى بالاعتراف بجمهورية جنوب السودان. وتعهدت الاممالمتحدة بالعمل على بناء دولة جنوب السودان الوليدة. وطالب امين عام الاممالمتحدة بان كي مون في كلمة في الاحتفالات التي اقيمت امس الشمال والجنوب بفتح صفحة جديدة من العلاقات يسودها السلام والعمل معا كشركاء وليس كأعداء مؤكدا وقوف الاممالمتحدة الى جانب شعب جنوب السودان بعد حصوله على حقوقه. وقال الامين العام للامم المتحدة ان المنظمة الدولية سوف تقدم الدعم لجنوب السودان فى مواجهة التحديات الضخمة المتمثلة فى مشروعات البنية التحتية وعدم الامان. وأضاف ان مياه النيل سوف تتدفق من الجنوب الى الشمال مشيرا الى ضرورة التزام الجانبين بحل المشاكل العالقة والدخول فى مفاوضات بهذا الشأن. كما اعترفت الولاياتالمتحدة رسميا بدولة جنوب السودان. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «اليوم يشرق نور صباح جديد بعد ظلام الحرب». وأضاف أوباما أن «الولاياتالمتحدة ترحب بميلاد دولة جديدة» عقب كفاح طويل للمواطنين في جنوب السودان. وأعرب الرئيس الأمريكي عن قناعته بأن «رباط الصداقة» بين الولاياتالمتحدةوجنوب السودان سيتعزز خلال الأعوام المقبلة. ودعا أوباما شمال وجنوب السودان إلى التعايش السلمي، وقال: «يتعين على كلا الشعبين معرفة أنهم سيعيشون في أمن أكبر ورخاء أكبر إذا تركوا الماضي الأليم وراءهم وحلوا الاختلافات سلميا». وأكد أوباما على ضرورة تطبيق معاهدة السلام بين شمال وجنوب السودان بالكامل، وقال: «من خلال الشجاعة والقرارات الصارمة من الممكن أن تكون هذه بداية عهد جديد لمزيد من السلام والأمن بالنسبة لجميع السودانيين». واعترفت كذلك ألمانيا وكينيا ودول افريقية بالدولة الجديدة.