(شرق)- القاهرة - حذرت منظمة الصحة العالمية من أن بعض المصريين ربما يحملون فيروس انفلونزا الطيور شديد العدوى دون أن تظهر عليهم أعراض الاصابة وهو ما قد يمكن الفيروس من التحور الى سلالة يمكنها الانتشار بسهولة بين البشر. وقال جون جابور المتخصص في الامراض الناشئة بمنظمة الصحة ومقره القاهرة ان مازالت هناك حاجة لاجراء اختبارات لاثبات وجود مثل هذه الحالات وان ذلك سيكون محور دراسة تعتزم الحكومة المصرية اجراؤها بدعم من المنظمة. وصرح بأن "هذا مبعث قلق فقط الان. انه سؤال يجب طرحه." واضاف ان تغيرا في نمط اصابة انفلونزا الطيور للبشر في مصر هذا العام اثار المخاوف حيال وجود حالات اصابة بالفيروس دون أن تظهر عليها الاعراض. وشهدت مصر أكبر الدول العربية سكانا والبلد الاكثر ابتلاء بالمرض خارج اسيا ارتفاعا في الاصابات هذا العام. وبينما يندر اصابة الانسان بفيروس (اتش.5 ان1) يخشى خبراء من احتمال تحوره الى شكل يمكنه الانتقال بسهولة بين البشر مسببا وباء يمكن أن يفتك بالملايين. وقال جابور ان وجود حاملين للفيروس لا تظهر عليهم الاعراض سيمثل تطورا مقلقا لانه قد يتيح للفيروس مزيدا من الوقت للتحور داخل الجسم البشري. وتابع "اذا كانت هناك حالات من هذا النوع في مصر فالهدف هو علاجها على الفور لوقف تكاثر الفيروس. لانه سواء (من خلال) التحور أو اعادة التشكيل سيؤدي هذا الى سلالة وبائية." ومن بين 11 مصريا اصيبوا بانفلونزا الطيور هذا العام كانت تسع حالات لاطفال دون الثالثة وقلت حالات الاصابة بين البالغين كثيرا. وتماثلت كافة الحالات للشفاء. ويختلف الحال كثيرا عن نفس الفترة من العام الماضي اذ اصيب سبعة اشخاص معظمهم بالغون وأطفال أكبر سنا بالفيروس وتوفي ثلاثة. وأضاف جابور ان تزايد الحالات بين الاطفال دون ظهور اصابات مماثلة بين البالغين اثار تساؤلات حول ما اذا كان البالغون يحملون الفيروس دون ان تظهر عليهم أعراض المرض. وتابع "هناك شيء غريب يحدث في مصر. لماذا يظهر بين الاطفال الان وليس البالغون؟ نحتاج ان نعرف ما اذا كانت هناك حالات لا تظهر عليها الاعراض." وقال انه لا توجد حالات معروفة من هذا النوع من الاصابات بين البشر في دول اخرى ظهر بها المرض. واوضح ان بعض الطيور مثل البط معروفة بانها تحمل الفيروس وتنشره دون ان تظهر عليها الاعراض. وستفحص الدراسة المصرية التي يقول جابور انها يجب أن تبدأ في الشهور المقبلة عينات دم أشخاص ربما خالطوا طيورا مصابة دون ان تظهر عليهم اعراض الاصابة بالمرض. ومنذ عام 2003 اصاب المرض أكثر من 400 شخص في 15 دولة وأودى بحياة 256 منهم. كما ادى الى نفوق أو اعدام ما يزيد عن 300 مليون طائر في انحاء اسيا والشرق الاوسط وافريقيا واوروبا. وتوفي نحو 23 مصريا بالمرض معظمهم بعد مخالطة طيور منزلية مصابة في مناطق ريفية حيث تعتمد نحو خمسة ملايين أسرة على تربية الدواجن بالمنزل كمصدر رئيسي للغذاء والدخل. لكن جابور يقول انه ليس هناك ادلة بعد على انتقال المرض بين البشر في مصر. وأضاف ان رضيعين من محافظة البحيرة بدلتا النيل اصيبا بالمرض بفارق ايام كانا قريبين. لكن يعتقد أن الطفلين اصيبا بعد مخالطة طيور مريضة وليس نتيجة لانتقال العدوى بينهما. وقال "ليس هناك تغيير في سلالة الفيروس على الاطلاق في مصر. انه على نفس الحالة منذ بدء الظهور..ليس هناك تحور..لا شيء."