منذ عامين تقريباَ وأنا اعجز عن قراءة صحفنا المحلية إذ أن الصحف يؤتى بها إلى مكتبي من قبل المراسل وأخذها واضعها بجانبي لحين الفراغ من عملي حتى أجد وقتا مناسبا لقراءتها. فيتناسب لي الوقت ولا أرى تشجيعاً نفسيا ً يراودني لأقرأ الأخبار أو المقالات . إذ أصبحت الأخبار روتينية وحتى الكتَاب استنفذوا طاقتهم الكتابية فأخذوا يسبون بعضهم لشد القارئ ،ماذا كتب فلان بفلان وماذا رد عليه فلان.فمثلا في صحيفة الجزيرة لايمر يومين إلا وقد كتب محمد آل الشيخ مقالاً يقصد به الشيخ النجيمي ويسخر منه وفي اليوم الذي يليه يرد الدكتور محمد النجيمي على مقالة فأصبحت المقالات مساجلات بين شخصين. وهذا يوحي إلى أن كتابنا وقفوا ألا يقدموا أكثر من قدموه في مقالاتهم السابقة التي كانت تساير المشاكل الاجتماعية وما يدور خلف كواليس المجتمع من خفايا لايعلمها الفرد الذي لايعلم سوا بيته ودوامه فقط. في هذه الأيام أصبحت جميع الصحف تميل ميلاً للإغراء الفطري والنظري وليس الفكري والأدبي. فبدلاً من أن يكتب في ترويسة الصحيفة “يكتب اليوم في الصحيفة الكاتب فلان” تجد صورة فتاة أو ممثلة أو فنانة أو غيره من الصور التشويقية للمتسوق. وقد تصل إلى أن تكون صور فاتنة . كذلك الصحف الالكترونية سارت مسار صحفنا الورقية في خطاها على سبيل التقليد أو سبيل ادعاء معرفة طريقة سبل جذب القارئ. اخترت لكم بعض الصور القريبة التي لم يمضي عليها حتى الأسبوع وأنا أتصفح بعض الصحف في مكتبي لأجد تلك الصور في مقدمة الصحيفة ومكتوب بخط صغير بأسفل الخبر وللمزيد الخبر اذهب إلى الصفحة”كذا” يوجد صور. صحيفة الجزيرة نشرت في صفحتها الأولى يوم الأحد الموافق 20/2/2011م وكذلك صحيفة الوطن هي الأخرى وقد نشرت كذلك بعض الصحف الالكترونية نشرت هذه الصورة بعنوان متظاهرة !!!! هل رؤساء التحرير لدينا مراهقون؟ أو أن جميع قراء الصحف من الشريحة المراهقة؟ أم أن الصحف أصبحت مجموعة من البومات الصور التغريرية للتسويق وليست لموجز مايحصل في الدائرة العالمية؟ هل وصل بنا الحد لأن نشاهد بدلا من أن نقرأ لإشباع نظرنا بدلا من تغذية عقولنا بما يدور حولنا هذا هو السؤال الذي لم أجد له إجابة. بقلم -بندر بن إبراهيم الشايع