هدد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الشعب الليبي بأنه أمام خيارين، إما الدخول في حوار وطني أو الاحتكام إلى السلاح إذا استمرت المواجهات الدامية بين قوات الأمن والمتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام والده. وقال سيف الإسلام في حديث متلفز إن عشرات الآلاف يتوافدون على العاصمة طرابلس للدفاع عن القذافي، وشدد على أن والده في المدينة ويقود المعركة، وأكد أنهم سيقاتلون حتى آخر طلقة وآخر رجل. وأضاف "لن تضحك علينا قنوات الجزيرة أو العربية أو البي بي سي، وقد دربنا آلاف الشباب، وسنحيا ونموت في ليبيا، ولن نفرط في شبر واحد من ليبيا وندعها لقمة سائغة لعصابات وبلطجية ومتعاطي مخدرات". ودعا نجل القذافي إلى البدء اعتبارا من اليوم الاثنين في حوار وطني بشأن دستور ليبيا، كما حذر الليبيين من خطر استعمار بلاده إذا لم تتوقف الاحتجاجات، مؤكدا أن الغرب لن يسمح بالفوضى أو تصدير الإرهاب والمخدرات أو إقامة إمارات إسلامية في ليبيا. وأشار سيف الإسلام إلى "وجود مخطط يستهدف ليبيا تم تضخيمه من قبل بعض الإذاعات والقنوات الفضائية العربية والأجنبية، التي استغلت عدم مواكبة الإعلام الرسمي الليبي لهذه الأحداث، فتحدثت عن قتلى بالمئات وعن وجود مرتزقة". وأشار إلى أن كل الاستثمارات الخارجية ستهرب من ليبيا إذا سقط النظام، مشددا على "أن أنهارا من الدماء ستسيل إذا سقط النظام، حيث سيحتكم الجميع إلى السلاح الذي أصبح في متناول الجميع، وسنبكي على مئات الآلاف من القتلى". وقال "إن ليبيا ليست مصر أو تونس، وإن انتشار الفوضى سيكون أسوأ ألف مرة من البلدين، كما أن القذافي ليس بن علي أو مبارك، بل هو زعيم شعبي". وأضاف أن "الجيش الليبي مازال بخير، وسيكون له دور أساسي في حفظ الأمن والنظام بأي ثمن، وهو ليس كجيش تونس أو مصر وسيدافع عن القذافي حتى آخر لحظة". ووصف ما جرى في بلاده من احتجاجات في الأيام الماضية بالفتنة الكبرى، وحذر من وقوع حرب أهلية في ليبيا نظرا لطبيعتها القبلية. وقال "إن هذه الأحداث تقف وراءها ثلاث مجموعات، أولاها مجموعة منظمة وتضم نقابيين ولهم مطالب سياسية واضحة، وثانيتها جماعات إسلامية الإسلام منهم براء هاجموا معسكرا للجيش وقتلوا جنوده وأعلنوا إقامة ما يسمى إمارة إسلامية، والمجموعة الثالثة وهي الكبرى عبارة عن عصابات مخدرات وبلطجية وهاربين من السجون مصلحتهم في انهيار الأمن والنظام". وأوضح "أنه تم اعتقال عشرات الأفارقة والعرب ومنهم مصريون وتونسيون تم استخدامهم في إثارة الفتنة وأصبحوا جزءا من هذا المخطط التآمري ضد ليبيا". ودعا سيف الإسلام الليبيين إلى الاحتكام إلى صوت العقل وانتهاز ما سماها الفرصة الأخيرة لإجراء حوار وطني حول دستور ليبيا وتشكيل لجنة لوضع دستور للبلاد وعودة الحكم المحلي إلى ليبيا مع حكم مركزي محدود في المرافق السيادية. ووعد بأنه سيتم إقرار مجموعة من القوانين تتعلق بحرية الصحافة ومنظمات المجتمع المدني وقوانين تفتح آفاق الحرية، كما تعهد بالاستمرار في عملية التنمية ومنح قروض للشباب وبيع المساكن بالتقسيط وسيتم إقرارها فورا. ردود فعل وقد شهدت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة احتجاجا على الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافي. وذكر شهود عيان في اتصالات هاتفية مع الجزيرة نت أن الشبان الليبيين خرجوا إلى شارع عمر المختار أحد أكبر شوارع طرابلس مرددين هتافات "ليبيا واحدة، ليبيا حرة". وردد متظاهرون آخرون هتافات "الله أكبر"، ورشقوا صور الزعيم الليبي معمر القذافي بالحجارة. وفي اتصال هاتفي من ألمانيا وصف الناشط السياسي الليبي وليد القماطي خطاب سيف الإسلام بأنه "شريط مسجل، وهو آخر خطاب قبل الرحيل". وأضاف أن كل ما ورد في الخطاب ليس له أي أساس من الصحة، وأن الشعب الليبي لم يعط أركان النظام فرصة للتفكير أو التحرك أو حرق النفط. وأشار إلى أن اللواء المهدي العربي يحاصر رفقة المئات من جنوده مركز القيادة العسكرية في طرابلس. وقال ناشط سياسي من مدينة البيضاء للجزيرة نت إن الخطاب قصد منه إشعال الفتنة بين الشعب الليبي، وهو خطاب قديم ومسجل، مشيرا إلى أن البيضاء هادئة اليوم ولم يحدث فيها شيء اليوم، وأن الشباب ينظفون الشوارع ويوصلون الغذاء للناس. وقال الناشط السياسي الليبي حامد حسن في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت من بريطانيا "إن الخطاب ينطوي على تهديد وقح للشعب الليبي، وإن سيف الإسلام اختلق قصة الإمارات الإسلامية". وقال الناشط السياسي الليبي صلاح السلوي "إن خطاب سيف الإسلام يشبه تماما خطابي الرئيسين المخلوعين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، وهو خطاب مسجل وقد يكون آخر خطاب له قبل السقوط". من جهته اتهم حسن الجهمي منشئ صفحة انتفاضة 17 فبراير سيف الإسلام بالكذب، وذلك بعد أن اتهمه الأخير بإنشاء الصفحة مع معارضين بالخارج لإطاحة النظام، وقال إنه أنشأ الصفحة بجهد فردي وإنه نسق فقط مع أفراد مستقلين، ثم صدم لحجم التجاوب الكبير، إذ بلغ عدد الزائرين للصفحة أربعة ملايين يوميا وأصبحت مزارا للمحطات الفضائية.