بدأ متظاهرون بنصب الخيام مجدداً في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة بعد يومين من فضّ الاعتصام في الدوار بالقوة من قبل قوات الأمن البحرينية، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وفيما جدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية في بيان له السبت «التأكيد على دعم دول مجلس التعاون الكامل لاستقرار وأمن مملكة البحرين» بدأ ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن عيسى آل خليفة فتح حوار مع المجاميع والقوى السياسية والنيابية في البحرين بغية التوصل الى حلول مقبولة تخرج البلاد من حال الاحتقان وتعيد الامور الى نصابها وهدوئها، وأمر الأمير سلمان في الوقت ذاته بسحب جميع القوات العسكرية من شوارع البحرين وذلك بأثر فوري على ان تستثمر قوة الشرطة في المحافظة على النظام العام، بينما قاطعت «الوفاق» المعارضة الحوار. يأتي هذا فيما أطلقت قوات الامن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين عاودوا الاحتشاد والتجمهر وصولاً الى دوار اللؤلؤة مجدداً. وألقت الشرطة القبض على بعض المتظاهرين وأغلقت الطرق مجددا لمنع التجمهر في العاصمة. وأكد مصدر في قوة دفاع البحرين ان ارتال الجيش انسحبت من العاصمة وفقا لأوامر عليا غير انها ستتمركز خارج المنامة تحسبا لأي استدعاء مرة أخرى. واعلن عبدالجليل خليل رئيس كتلة الوفاق المعارضة رفض الكتلة الجلوس على أية طاولة حوار قبل استقالة الحكومة وانسحاب القوات المسلحة من شوارع المنامة. واعرب النائب غانم البوعينين عن اسفه لاجتماع امين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان لمرتين مع جلالة الملك دون ان ينقل فحوى اللقاءين للمتجمهرين، مؤكدا انه يرفض العنف من الطرفين المتجمهرين ورجال الامن الذين اصيب منهم 20 رجلا بعضهم اصاباتهم خطيرة. واكد رئيس البرلمان ورئيس مجلس الشورى علي الصالح دعمه لمبادرة الحوار الوطني الشامل بين كافة القوى الوطنية بالمملكة التي أطلقها ولي العهد والتي تعكس حرص سموه على انتهاج السبل الكفيلة بالحفاظ على الوحدة المجتمعية ودرء الفتنة وتجاوز التحديات والظروف التي تمر بها البلاد لمواصلة مسيرة الاصلاح والتطوير، لافتا الى ان سموه طالما حظي بثقة الشعب الكبيرة. وناشد الصالح كافة الاطراف تلبية دعوة الحوار والتوقف عن العنف وتحمل المسؤولية في هذه الظروف الدقيقة. وقال سماحة الشيخ عيسى قاسم اكبر مرجع للشيعة في البحرين انه لن يلتقي اي مسؤول بحريني للحوار طالما استمر الضرب والقتل ووجود قوات الامن والجيش بالشوارع واطلاق الرصاص. ومن جانبها اصدرت جمعية المهندسين البحرينية بيانا طالبت فيه السلطة بالتزام نصوص الميثاق الوطني الذي نال موافقة الغالبية الساحقة من المواطنين، رافضة التصعيد الأمني بما يمس الامن الوطني وسلامة المواطنين. ودعت النقابات العمالية في البحرين الى الاضراب العام اعتبارا من اليوم الاحد، واعلن عضو نقابة عمال طيران الخليج اننا ابلغنا اعضاء النقابة ان اتحاد النقابات العمالية دعا الى اضراب 20 فبراير بعد الاحداث التي هزت النقابة. ومن جانبه، نفى وزير الصحة د.فيصل الحمر سقوط أي قتلى في مواجهات الجمعة، مشيرا الى ان عدد من يحتاجون للرعاية الصحية تناقص كثيرا وان هناك 7 اصابات طفيفة يجري التعامل معها وسيغادر اصحابها المستشفى، مشيرا الى ان بعض المواطنين الموجودين في الساحة الخارجية لمستشفى السلمانية هم اهالي بعض المصابين الموجودين داخل المستشفى، مؤكدا ان الامن مستتب وان الوضع هادئ. واصدر التحالف الوطني الاسلامي بيانا ندد فيه بالاعتداء على «مواطنين عزل» في البحرين ودعا 81 شخصية في التحالف وقعوا على البيان الصادر في المنامة، الحكومة البحرينية الى التعامل مع الاحداث وفق القوانين والاعراف الانسانية والوطنية. ورحبت كتلة النواب المستقلين بقرار جلالة الملك تكليف ولي العهد ادارة دفة الحوار بين جميع الاطياف الوطنية بما يسهم في دفع مسيرة الاصلاح الشامل لجلالة الملك وايجاد حلول للمشكلة المعيشية التي تهم المواطنين، داعية جميع الاطياف للمشاركة المسؤولة في التهدئة وتوثيق عرى المحبة ونبذ الكراهية ونشر روح التسامح والتعايش السلمي خلال هذه الفترة التاريخية الحرجة للبحرين. ومن جانبه، اعلن جاسم عبدالعال عضو لجنة التحقيق في مسببات الاحداث الاخيرة والتي اعلن جلالة الملك تشكيلها، استقالته من اللجنة وقال انه قدمها في ظل الاجواء غير الصحية في العمل والصدمة مما يتعرض له الشعب من عنف وانتهاك. هذا وقد عاد وزير الداخلية المصابين من رجال الامن والراقدين في المستشفى العسكري للاطمئنان على احوالهم. ولاحقا اعلن ولي العهد يوم حداد وطنياً على ارواح وضحايا الاحداث. واعلن رئيس الامن العام ان وزارة الداخلية تضمن حق المواطنين الدستوري في التعبير عن الرأي كضمانة اكيدة على الامن والاستقرار وعدم الاضرار بالممتلكات العامة والخاصة. هذا وقد امتنع طلاب وموظفون عن دواماتهم وتعطلت بعض المدارس الخاصة عن الدوام امس، بينما استخدمت قوات الامن مجددا الغازات المسيلة للدموع لمنع الجماهير من بلوغ دوار اللؤلؤة مجددا.