باغت السيل قبر زوجته وحفيده فأحزنه المنظر حتى تفطر قلبه ألما، وحين وقف على المشهد ابتهل إلى المولى قائلا: «حسبي الله ونعم الوكيل». يقول منسي العمري وقد غرقت وجنتاه بالدمع، بعد أن شاهد مياه السيول تغرق قبر زوجته وحفيده «حول أصحاب المعدات الثقيلة في قرية قدران التابعة لمحافظة المخواة في تهامة عسير طريق المياه إلى مقبرة القرية، فأسهموا في تدفق المياه إلى داخل قبور الموتى فكشفوا عورات الموتى واقتحموا خصوصية مساكنهم». ويضيف العم منسي «آلمني مشهد قبر زوجتي وحفيدي وأكثر من وجع فراقهم حين أخبرني أحد أفراد القرية أن السيل تسرب إلى داخل قبورهم». وأشار العمري إلى أن ابنته أحزنها الخبر حين نقلته إليها، فقد هتك السيل حرمة منازل الأموات، ويضيف ملاك المعدات الكبيرة في المنطقة الباحثون عن الرملة بهدف بيعها إلى المقاولين في القرية حولوا مسار المياه إلى المقبرة التي أصبح الماء يبقى في حضرتها أياما طويلة مقتحما حرمة الأموات. من جهته ألمح أمام مسجد القرية علي عطران العمري، إلى أن محاولاتهم لمنع أصحاب المعدات الثقيلة من تحويل مسار المياه وأخذ التربة من المناطق المحيطة بالمقابر باءت بالفشل، مشيرا إلى أن جثث الأموات تسبح في مياه الأمطار الذي جعلنا نتمنى أن لا تمطر أبدا. وعلق رئيس بلدية المخواة المهندس علي الشهري على المشكلة قائلا «النظام ينص على القبض على المعدة وصاحبها وتغريمه 3000 ريال»، وأبان المهندس الشهري أن غالبية الغرامات المسجلة في بلدية المخواة جُيّرت ضد أصحاب المعدات الثقيلة في وادي قدران.