لا أعتقد بأن الكلباني يريد أن يكون مرجعية دينية فهو يمقت " البابوية " بهذه اللفظة التي أوردها بمقاله صبيحة الخميس الذي وضع له عنوان " عقال العقول " هذا المقال يحتاج إلى تعقيب فإطلاق بعض الألفاظ وتسطيح الكلام والضحك على الذقون .. لا .. يقبله عاقل كما أنني لا أرغب بأن أغوص بأعماق الجدل و لست صاحب فن إلا أنني أحمد الرحيم على نعمت العقل التي وهبني إياها فأميز الهزل من الجد و العالم من المتعالم بل حتى أعرف أنه من القبيح أن يوضع الجهل في مقام العلم - لكن ليس باليد حيله - لا يليق بأن يشوش على العامة بزعم تطبيق الشريعة على المنهج الصحيح وفي تقديري لا بد أن يكون المتكلم بالشريعة وفيما يخص العامة من أمور دينهم ومصيرهم أن يكون عالماً معتبراً في عرف أهل العلم ولا يظن – وإن بعض الظن إثم – أنني أريد إقصاء الآراء والأشخاص ف " أنا " من المؤيدين لحرية الرأي ليعلن الجاهل عن نفسه و يعرف العدو من الصديق يقول العقلاء من أهل العلم بأن الإمام مالك وضع قاعدة وهي كلاً يؤخذ من قوله ويرد لذا نأخذ بعض كلام الكلباني ونرد بعض .! و إن احتكار المعرفة لن يدوم لسبب أن الصغير سيكبر والجاهل يتعلم واستسياد الرأي لن يبقى فالمتغيرات وأحوال الناس تتبدل ولن يبقى إلا الحق وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد تعلمنا منهما أن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات و هي محل الخلاف بين الناس ولن أخوض مع الخائضين لأن من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه لذا فأنا من تلقاء نفسي لا أخوض بالمسائل العلمية التي هي محل نظر عند أهل العلم وموطن بحث طويل .! لكن لأعتبرها – عباطه - بتعقيبي على الكلباني بمقالي هذا لعله يترك هذه المطارحات التي أصبحت – لجه و صجه – وأن يسمعنا بصوته الرخيم بعض كلام الله لتخشع به قلوباً أفسدتها الدنيا والمعصية .!!! وأقول لأخينا القارئ عادل الكلباني لك أن تتبنى ما تريد من الآراء لكن فيما يخص شأن العامة فالأمر يختلف تماماً لأن السكينة العامة التي تشمل السكنية الأمنية والفكرية والاقتصادية وغيرها حتى الفقهية إذا جرت إلى بسطاء العقول العنت فإن العامي مذهبه مذهب مفتيه كما أقره أهل العلم لذا لا بد بالعمل بالأنظمة التي تنص على لزوم فتوى هيئة كبار العلماء والذي يظهر بما عبر عنه في مقاله شكلاً من أشكال الاحتقان بينه وبين بعض أقرانه فمن أراد الرجوع لقراءة المقال فقد نشر بجريدة الرياض بالعدد 15564 يوم الخميس خاتمة شهر صفر لعام 1432 ه . يقول بمقاله : " فإذا أراد احد أن ينطق خلاف هذا ببنت شفة شهروا في وجهه السيف مصلتا، لست فقيها، إنما أنت قارئ، دعك في محرابك، ليست لديك الأهلية، خالف تعرف، نحن في زمن التخصص، ونحوها من العبارات التي يشغبون بها على من أراد أن يؤدي شكر الله على نعمة العقل حتى يخرج من البهيمية التي عقلت العقول، ورانت على القلوب؛ ليعيش إنسانا يجد نفسه وذاته، ويعرف كيانه، ويجد مجالا واسعا في هذا الفضاء الفسيح، ويتحرر من القيود التي وضعها البشر ظلما واستدراكا على الحق تبارك وتعالى " أ . ه الحقيقة فيما يظهر لي بعد قراءتي لمقال الكلباني بأنه يتعامل مع مصطلح " الاجتهاد " بخفة زائدة وأيضاً فإنني أنزهه عن النقد المخل الذي نال من ساق في ثنايا مقاله بعض مقولاتهم تجاهه .. فهم صادقين .! و هل القارئ الكريم عادل الكلباني عالم معتبر في عرف أهل العلم .( !؟! ) ثم هو أورد في مقاله ألفاظ هي من مفردات الخطاب اللبرالي الذي يعمد إلى استعداء المجتمع ضد كل ما هو إسلامي ك " البابوية " وغيرها وأنني أعتب كل العتب على شخص عزيز علينا كعادل الكلباني بأن يستخدم مثل هذه الألفاظ لكن حقيقة أصبح من المتعذر أن نطالب بأن يتعامل بموضوعية مع المسائل الخلافية .!! [email protected]