أبدى رئيس وأعضاء المجلس البلدي بجدة حزنهم الشديد على رحيل الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق الذي وارى الثري أمس الأول الثلاثاء بعد رحلة طويلة من العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي، مؤكدين أنه كان من أكثر الداعمين والمشجعين لتجربة المجالس البلدية التي أطلقتها المملكة قبل أكثر من (5) سنوات. واعتبر حسين باعقيل رئيس المجلس أن رحيل يماني الذي خدم دينه ووطنه أكثر من (50) عام يعتبر خسارة كبيرة، وعبر عن بالغ حزنه وألمه لفقدان رمز من رموز الإعلام والفكر ورمزا لمكةالمكرمة ومثالا لأبنها البار والذي عاهد نفسه على خدمة دينه ووطنه ومجتمعه. وقال: لقد كان بمثابة الأخ الأكبر للجميع والموجه المخلص الذي ساهم بأفكاره القيمة في إنارة الطريق للكثيرين، حيث أصر (يرحمه الله) على حضور احتفالية المجلس البلدي بعيد الفطر المبارك، وأثرى الحوار الموجود بين الجهات التنفيذية والشعبية برأيه المستنير وأسلوبه التربوي، وكان على طول الخط محفزاً وداعماً لتجربة المجالس البلدية في المملكة، ومشجعاً لنا على وجه الخصوص في مجلس بلدي جدة، حيث كان ينحاز للحق ويحث على حل جميع المشاكل التي تواجه المواطن البسيط. من جانبه.. أكد المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس أن مآثر الفقيد ومواقفه مع الجميع لا تنسى، وقال: كان مكتبه (يرحمه الله) مفتوحاً للمحتاجين من أبناء منطقة مكةالمكرمة، وظل حريصاً طوال حياته على حل جميع المشاكل التي تواجه الجميع بأسلوب تربوي وعلمي يميل خلاله للبسطاء من الناس، كما كان معلماً فاضلاً تخرج من تحت أيديه مئات الطلاب من جامعة الملك عبد العزيز، وعرف بتواضعه الجم، وتسامحه الكبير، ودعوته الهادفة، وكان رجلاً باراً.. صاحب قلب كبير وأيادي بيضاء. وتابع: كنا ننتظره لتشريف احتفاليتنا بعيد الأضحى المبارك، مثلما كان في مقدمة الحاضرين والمباركين في عيد الفطر، لكن القدر اختار أن يرحل (رحمه الله) عن العالم خلال هذه الأيام المباركة وفي العشر الأوائل من ذي الحجة، ويودع الدنيا بأثرها، ولا نملك أمام ذلك إلا أن ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان، ويجمعنا به مع الصادقين والصالحين يوم القيامة. وأعتبر الدكتور طارق فدعق عضو مجلس الشورى ورئيس المجلس السابق ورئيس لجنة التخطيط العمراني وأنظمة البناء، الدكتور محمد عبده يماني (يرحمه الله) يمثل تجربة فريدة على مستوى العالم العربي.. وقال: أعتدنا أن نرى الوزير عندما يترجل عن منصبه يختفي عن الأنظار ولا يشارك في الحياة العامة، لكن وزير الثقافة والإعلام الأسبق بدأ حياه جديدة مليئة بالجهد والتعب بعد ترك الوزارة، حيث عمل أستاذاً في جامعة الملك عبد العزيز ولم يبخل على طلبة العلم والعمل الأكاديمي بعطاءه الوافر، وتولى رئاسة عدد من الجمعيات الخيرية، واستفاد من مخزونه الثقافي الكبير في نشر الخير بكرم وسخاء للمحتاجين، وكان (يرحمه الله ) حريص على مساعدة الضعفاء، وتألق في جميع المناصب الحكومية التي تولاها وكان تشريفاً للمنصب وليس العكس. وشدد فدعق على أن المجلس البلدي بجدة ليس صوتاً للمواطنين فحسب.. بل لكل سكان جدة كبار وصغار، أغنياء وفقراء، لهذا فهو يشعر بكثير من الأسى لرحيل نصير المحتاجين، حيث كان الدكتور محمد عبده يماني (صوت من لا صوت له)، ويعتبر رحيله خسارة كبيرة، وتأكيد على أن أهم وأغلى ثروات الوطن تتمثل في (رجاله) من السهل تعويض المال والممتلكات.. لكن من الصعب تعويض الرجال. في المقابل.. قال المهندس محمد حسن أبوداود رئيس لجنة المراقبة والمتابعة والشفافية وتحسين الأداء بالمجلس البلدي بجدة: مازلنا جميعاً نتذكر حضوره المميز في احتفاليتنا على عيد الفطر عندما تحوّل حفل المعايدة الذي أقامه المجلس إلى نقاش بين عدد من الحاضرين من المواطنين والجهات التنفيذية وعمد الأحياء وبعض أعضاء المجلس؛ وركز رحمه الله الحديث على أهمية عمل المجلس في نقل صوت المواطن إلى المسئول والعمل على إيجاد الحلول وحل جميع الإشكاليات التي يشتكي منها المواطنون في بعض أحياء جدة التي يقطنوها، وكان بمثابة الموجه والناصح الأمين حيث أشاد كثيراً بالمبادرات التي تطلقها المجالس البلدية. وأشار عبد العزيز العقاد أمين عام المجلس البلدي بجدة على أن الدكتور محمد عبده يماني (يرحمه الله) معروف بتواضعه الجم، وقال: أتذكر عندما حضر احتفالنا الأخير بعيد الفطر المبارك، حيث كان بشوشاً ومرحباً بالجميع الصغير قبل الكبير، وكان يركز على التفاصيل البسيطة ويهتم بكافة الأمور، وقد عرف عن الراحل (يرحمه الله) حبه للخير والعمل المخلص لحل مشاكل الناس، وشمل كرمه القاصي والداني، الصغير والكبير، الغني والفقير، وقدم رسالته على خير وجه، وترك آثراً رائعة للجيل المقبل سواء من خلال محاضراته التي ألقاها على تلاميذه من طلبة العلم، أو كتبه العديدة في مختلف المجالات. يماني (يرحمه الله) خلال مشاركته في احتفال بلدي جدة بعيد الفطر المبارك