غرمت الهيئة الصحية الشرعية في منطقة مكةالمكرمة أمس، مستشفى حكوميا في جدة وستة أطباء وافدين مبلغ 234 ألف ريال، بسبب خطأ طبي أفقد طفلا ستا من حواسه. وكان الطفل عادل الزهراني راجع المستشفى بعد تعرضه لحادث مروري، منقولا بواسطة الهلال الأحمر، وفي اليوم التالي أحيل إلى مستشفى حكومي آخر سمح له بالخروج بحجة استقرار حالته الصحية، وبعد مرور 25 يوما ساءت حالة الطفل، وأصبح يعاني من ضيق في التنفس، استدعى نقله إلى الطوارئ في نفس المستشفى، وعند وصول الحالة باشر الأطباء إلى عمل فتحة في حنجرة الطفل، لينقل بعدها إلى العناية الفائقة حيث تدهورت حالة الطفل وفقد إلى جانب حاسة البصر، حواس السمع، النطق، التغذية، الحركة، التبول، والغائط. ونتيجة لحالة الطفل الصعبة لجأ والده إلى الهيئة الصحية الشرعية، التي شكلت لجنة رأسها القاضي إبراهيم القني وضمت أربعة اختصاصيين، حيث استدعت لجنة التحقيق ستة أطباء وافدين وأخضعتهم للتحقيق، الذي أفضى إلى أن الفريق الطبي وقع في أخطاء طبية تتمثل في محاولة تركيب الأنبوب الحنجري في قسم الطوارئ سبع مرات، واستخدام مرخي العضلات مخدر طويل المفعول. كما توصلت اللجنة المشكلة إلى أن نقصا في عدد ضربات القلب، وتوقفه أثناء محاولة التنبيب مخالفة أخرى كانت سببا في المضاعفات الصحية، ورأت اللجنة أن نقل الطفل في حالة حرجة من قسم الطوارئ إلى العناية المركزة بدون مرافقة الأطباء المعالجين ودون تثبيت أنبوبة الشق الحنجري خطأ أدى إلى خروج الأنبوبة من مكانها قبل وصول الطفل إلى العناية المركزة. وعلى ضوء رصد اللجنة المشكلة للأخطاء، صدر قرار الهيئة الصحية الشرعية الإضافية، بإلزام المستشفى بدفع 30 في المائة من الدية والمقدرة ب 234 ألف ريال، وإلزام أخصائي العناية المركزة بدفع 117 ألف ريال، وتغريم استشاري الأنف والأذن والحنجرة 39 ألف ريال. وهنا يؤكد والد الطفل أن ابنه لا يزال يرقد في المستشفى منذ خمسة أعوام فاقدا الكثير من حواسه، مشيرا إلى أن الأخطاء الطبية التي ارتكبت بحق ابنه تسببت في إصابة أفراد أسرته بأزمة نفسية، مبينا أن الغرامات التي طبقت بحق مرتكبي الأخطاء لم تكن مرضية. وكشف التقرير الصادر من المستشفى، أن الطفل عادل راجع المستشفى، بعد تلقيه العلاج نتيجة حادث مروري، وتعرض فيما بعد لنوبة حادة ومتزايدة من الربو الشعبي، أدى إلى ضيق شديد في التنفس، وهو الأمر الذي أدى إلى تنويمه في العناية الفائقة، لتبدأ معاناته في فقدان وظائف قشرة المخ ما عدا الوظائف الطبيعية مثل النبض وضربات القلب والتمثيل الغذائي والتنفسي، وأوضح التقرير أن من المتوقع أن يبقى الوضع الصحي للطفل على حاله.