(شرق) - أكد تقرير نشرته مجلة "بوليسي ووتش" التي يصدرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى تحت عنوان "ايران والاخوان المسلمون في مصر: الجذور التاريخية والوضع الراهن " ان الاسلام الشيعي يمارس جاذبية لدى السنة المصريين أكبر من تلك التي يمارسها لدى السنة في الدول العربية الاخرى مشيرا الى ان ايران حافظت على علاقات غير رسمية مع الاخوان المسلمين طوال سنوات. واكد كاتب التقرير مهي خلاجي الخبير في المعهد ان تطوير ايران علاقات وثيقة مع الاخوان المسلمين سيزيد من تأثيرها في العالم العربي الى حد كبير ماسيجعل ايران مقبولة اكثر ومسموعة في اوساط المتشددين العرب منبها الى ان حدوث ذلك سيولد مستجدات خطيرة تؤثر في المصالح الامريكية في المنطقة. ويقول خلاجي «ان المصريين اكثر تقبلا للمذهب الشيعي من العرب السنة الاخرين ولديهم مواقف اكثر ايجابية منه وذلك لاسباب احدها هو السلالة الفاطمية التي انشئت في مصرفي القرن العاشر كفرع للحركة الاسماعيلية الشيعية. ويضيف «ان هذه السلالة ادت دورا مهما في التفاعل بين ايران ومصر». ويشير التقرير الى عدم وجود روابط تنظيمية قوية بين الاخوان المسلمين في مصر وايران، مستدركا ان الجماعة مارست تأثيرا كبيرا على الاحيائية الاسلامية في ايران موضحا «هذه الحركة سعت الى ترويج الاسلام ليس كديانة فقط وانما كايديولوجيا تنظم مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية». يوضح التقرير «ان مجتبى ميرلوحي المعروف بنواب صفوي هو رجل دين ايراني شاب اسس جماعة "فدائيي الاسلام" في مطلع الاربعينات وادى دورا اساسيا في ربط الاصولية الشيعية بالحركات الاصولية في البلدان الاخرى». يقول خلاجي: ان خامنئي يشير في سيرته الذاتية القصيرة الى انه بدأ يهتم بالنشاطات السياسية بعد لقائه صفوي في مشهد، ويضيف: ترجم خامنئي كتابين لسيد قطب هما: المستقبل لهذا الدين والاسلام ومشكلات الحضارة. وقال "على غرار الاباء المؤسسين للاحيائية الاسلامية في مصر، كانت جمعية انصار الاسلام تعتبر انه في سبيل التصدي للتفوق الغربي، ينبغي على المسلمين ان يحاربوا العلمانية ويضعوا الصراع الشيعي - السني جانبا، ويؤسسوا جبهة مسلمة واحدة". يرصد التقرير حدوث تراجع في جاذبية المذهب الشيعي الى حد ما في مصر خلال الاعوام الاخيرة على خلفية توتر الحكومة المصرية المتزايد حيال ما تعتبره موجة شيعية متصاعدة في المنطقة، وكان الرئيس مبارك صرح في نوفمبر 2005 ان معظم الشيعة مخلصون لايران وليس لبلدانهم. وقال خلاجي «ان الحكومة المصرية بذلت جهودا لتعبئة رجال الدين النافذين والمدرسين في جامعة الازهر ضد الاخوان المسلمين من اجل التصدي للموجة الشيعية».