عند ذهابي للتسوق منذ اسبوع وانا اشاهد استعدادات الاسواق على قدم وساق لاستقبال ارتال المتسوقين الذين سيستقبلون رمضان بأيديهم وبطونهم وكأننا مقبلين على حرب لايعرف متي يكون امدها لتنتهي. فا الواعي المتابع للاوضاع في الاسواق لابد وان يشاهد ويعي ويدرك اهداف ما تتنافس فيه شركات الاغذية والتجار لاستغلال قدوم شهر رمضان المبارك بالعرض والتشويق واثارة غرائز الاكل من خلال مايعرض في الاسواق من عروض تجارية للاغذية لجذب المتسوقين حيث يشاهد اهرامات مسومة كانها الجبال من اصناف وانواع الاغذية لدرجة أن المتسوق ينسى نفسه بالفعل وينساق إلى شراء ما يحتاج وما لا يحتاج . والطامة الكبرى عندما يصطحب المتسوق معه زوجته واولاده للتسوق وتقوم الاسرة بأكملها بالتفنن في توحيد وتركيز وتوجيه هواياياتهم المتنوعة في هواية واحدة فقط وهي هواية التسوق وترى الجميع يشارك في تعبئة سلال العربات بكل ما لذ وطاب من اطايب الطعام .. الاب تنعمي بصيرته ببعض الصور لبعض الطبخات المعروضة. والام تنعمي بصيرتها ببعض الاصناف وادوات الطبخ وادوات المطبخ. والاولاد تنعمي بصيرتهم بكل شئ من مغريات الحلويات والبسكويتات والمشروبات والعصائر وغيرها . ولايخرج الجميع حتى يشبعون غرائزهم الفكرية في التسوق قبل اشباع بطونهم لحمل جميع المشتريات إلى المنزل وتخزينها من ألان وحتى شهر رمضان وكأننا كنا في مجاعة وكأننا في انقطاع عن الاسواق . ماهذه الثقافة ؟ وماهذا الوعي ؟ مالذي حل بنا ؟ حتى اصبحنا ننساق خلف غرائزنا بهذه الطريقة السيئة ؟ هل نسينا ماهي الحكمة الالهية من صيام شهر رمضان المبارك ؟؟ لماذا تغيرت أفكارنا ؟ لماذا انغسلت ادمغتنا ؟ .... من الذي غيرها ؟ ....من الذي غسلها؟ .. هل هناك من يسعى إلى تدبير ذلك في الخفاء !!؟ كمخطط يطبخ على نار هادئة من اجل تدميرنا كمجتمع اسلامي وخاصة هنا في المملكة العربية السعودية . إلا نفكر في هذا الأمر ؟ هذه الشركات التي تسعى إلى غزو عقولنا من خلال دعاياتها واعلااناتها التجارية عبر وسائل الاعلام المختلفة التي حاصرتنا من كل حدب وصوب في الشوارع والطرقات التي تزخر بالكثير من اللوحات المتنوعة والمختلفة بأشكال واصناف الغذاء والطعام إلى الاعلانات في قنوات التلفزيون واذاعات الراديو التي تستخدم فيها احدث ماتوصلت فنون الدعاية والاعلان بأحدث وسائل التقنية لجذب المتسوقين إلى شراء مايحتاج وما لايحتاج ؟؟ إلا نفكر في هذا الأمر !! إلا نفكر أن ورائه ما ورائه من غزو ؟ إلا نفكر في هذا الأمر على انه نوع من انواع الحرب الباردة بسلاح الاكل والشرب من اجل تدمير المجتمع كحرب صحية تترك اثارها مستقبلا بكثرة تفشي السمنة والامراض حتى يصبح المجتمع مجتمع مدمن الطعام والشراب والذي نعكس عليه صور شتى في أفكاره وسلوكه وتصرفاته وينعكس على تطوره وادائه . إلا نفكر في أن الله سبحانه وتعالى عندما فرض الصوم انما فرضه لحكم كثيرها ما علمنا منها وما لانعلم ومن الحكم التي نعلمها هي لاعطاء فرصة لراحة الجهاز الهضمي ومن اجل اعادة التوازن لعناصر الجسم وللتخلص من بعض السموم وغيرها كما ثبت ذلك من خلال الكثر من التجارب التي اثبتت فائدة الصوم على الصحة والتي تجاهلناها بفعل التغيرات التي عصفت بنا في عقولنا وسلوكياتنا وبدلا من أن يكون شهر رمضان شهر صيام ينعكس بحكمته بالصحة والعافية أصبح ومن خلال سوء تصرفاتنا وافعالنا شهر صوم ينعكس علينا بالكثيرمن الامراض التي تلازمنا مدى الحياة من مرض السكري والضغط وامراض القلب وغيرها من الامراض التي بلا شك أنها تلقى بظلالها على حياتنا العلمية والعملية وتتعدى ذلك إلى القضاء علينا .