يهل علينا بعد أيام شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك بلغنا الله وإياكم هذا الشهر وتقبل الله منا ومنكم صيامه وقيامه وصالح الأعمال فيه ومع اقتراب حلول الشهر وبدء العد التنازلي لانتهاء أيام شهر شعبان نرى المستودعات والأسواق الكبرى قد بدأت في طرح معروضاتها والتفنن في اجتذاب المشترين والزبائن بالعروض التي قد لا تختلف كثيرا من سوق إلى آخر والتي بلا شك لا يوجد احد منهم خاسر سوى جيب المواطن للأسف الشديد عندما يهل علينا رمضان نجد الكثير من البيوت تتحول إلى مستودعات صغرى داخل كل منزل كل شيء يكون بالكرتون أو الكرتونيين وكأننا مقبلون على فترة جفاف أو مجاعة ستحل علينا إذا لم نأخذ الحيطة ونملأ المنازل بكل ما لذ وطاب من المأكولات والمعلبات وغير المعلبات المسرطنة وغير المسرطنة . ( عند ذهابك للتسوق تشاهد استعدادات الأسواق على قدم وساق لاستقبال ارتال المتسوقين الذين سيستقبلون رمضان بأيديهم وبطونهم وكأننا مقبلين على حرب لايعرف متى يكون أمدها لتنتهي. والطامة الكبرى عندما يصطحب المتسوق معه زوجته وأولاده للتسوق وتقوم الأسرة بأكملها بالتفنن في توحيد وتركيز وتوجيه هواياتهم المتنوعة في هواية واحدة فقط وهي هواية التسوق وترى الجميع يشارك في تعبئة سلال العربات بكل ما لذ وطاب من أطايب الطعام .. الأب تنعمي بصيرته ببعض الصور لبعض الطبخات المعروضة. والأم تنعمي بصيرتها ببعض الأصناف وأدوات الطبخ وأدوات المطبخ. والأولاد تنعمي بصيرتهم بكل شيء من مغريات الحلويات والبسكويتات والمشروبات والعصائر وغيرها . ولا يخرج الجميع حتى يشبعون غرائزهم الفكرية في التسوق قبل إشباع بطونهم لحمل جميع المشتريات إلى المنزل وتخزينها من ألان وحتى شهر رمضان وكأننا كنا في مجاعة وكأننا في انقطاع عن الأسواق ) وليت كل تلك المواد يتم استهلاكها فالمصيبة العظمى عندما ينتهي الشهر وتجد أن أكثر تلك المشتريات لم يتم استخدامها وان مصيرها هو سلة القمامة . لماذا كل هذا التفاخر في المشتريات والتفنن في تنويع الأصناف بدون فائدة ؟ هل هذا هو الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ؟ هل هذا ما يجب علينا أن نفعله حتى ندرك أننا قد دخلنا شهر رمضان ؟ ومن المستفيد الأول من كل هذا ؟ وماذا عسانا أن نردد بعد ذلك غير ضاعت فلوسك يا صابر ؟!