أولادنا أحفاد هذه الصحراء الذين فرضت على أسلافهم نمط من العيش الخشن والصلابة والقدرة على تحمل أعباء الحياة لم يتصفوا بالنعومة والليونة الزائدة أبداً. لكن حال بعض أولادنا لا يعكس ذلك الحال نرى جيل ناعم زيادة عن اللزوم يكاد أن يصل إلى الحد الذي يجب توافره بالبنات بل يزيد . انعكس رغد العيش على مظاهرهم وساعدت عدة عوامل على الخلط بين الجنسين وتقريبهما من خلال وسائل الإعلام وعالم الأزياء والملابس والألوان والألعاب والرياضات والعطورات وقصات الشعر والمستحضرات التي تصلح للجنسين بنفس الوقت مما ساعد على طمس الفروق بينهما بحيث أصبح من الصعوبة الحكم على هل هذا ولد أم بنت من الوهلة الأولى . بغياب وعي الأسرة في الحفاظ على الخيط الذي يفرق ويميز بين البنت والولد وان كل جنس له صفاته التي يجب أن يتصف بها فالخشونة ليست للنساء مثل ما هي النعومة ليست للرجال. لا ينبغي للولد ان يسابق ويزاحم البنت على كل شانبو أو بلسم أو مرطب او كحل أوقصة شعر وكذلك الفتاة . يجب أن توضح الأمور من الصغر لكلاهما وأن هناك ماهو خاص للرجال وهناك ما هو خاص للنساء. وللحد من هذه الظاهرة اقنرح اقامة برامج (معسكرات للتخشين) قصيرة المدى خارج المدن بالصمان مثلاً أو جبال طويق أوصحراء النفود يخضع فيها المتدرب لبرنامج يحوي تجربة حقيقة ( تخييم.. اشغال نار... تغيير بنشر..مسير) الخ بعيداً عن ترف المدن تحوي نشاطات خاصة للأولاد دون البنات هدفها تذكير كل ولد صغير بحقيقة أنك رجل خلق الله سبحانه وله صفات تختلف عن المراءة تنمي الثقة بالنفس والقدرة على التحمل وتضفي بعض السمرة على جلود أبناءنا. وتبعث ماتبقى من جينات الرجولة التي تبقت من أسلافنا سكان الصحراء.