الحب من أجمل المشاعر والأحاسيس التي يمر بها الإنسان خلال مراحل حياته ، لكن كثيراً منّا لا يعرفون أن لهذا الحب أنواع وأشكال وألوان مختلفة منه الحب القوي الملتهب ، ومنه الأخوي ، وحب الأصدقاء ، وحب الأب والأم , وهناك حب الحبيب والحبيبة وكل حب له نكهة خاصة به. وبناء على ذلك نعرف أن لكل شي في الدنيا موازين لا يجب أن تزيد أو تنقص خاصة أن الزيادة مضرة تماما كالنقصان ، وربما نؤمن جمعينا بهذا التفكير، إلا حين يتعلق بالحب فغالباً ما نصدق أن زيادته أفضل من نقصه ، أو حتى اعتداله غير عالمين بما يمكن أن يجلبه علينا عدم التوازن في هذا الأمر من وبال. ولنأخذ على سبيل المثال الأمهات اللاتي يتفانين في حب أولادهن ويبدأ القلق يداهم حياتهن ويحيلها إلى جحيم لا يطاق وتصبح أبسط التصرفات تخيفهن حتى لو كانت تافهة ، أما عن الخروج والتحركات خارج المنزل فهي مصدر توتر دائم لا ينتهي. أما حب العشاق فهو كارثة بحد ذاتها فكثرة الحب هنا غالباً ما تتحول إلى رغبة تامة في السيطرة تنبع منها مشاكل كثيرة كالغيرة العمياء أو الشك أو المحاولة الدائمة للتحكم سواء من طرف الرجل أو المرأة. وحتى حب الصداقة لا يخرج من خطر الكثرة فكم من صداقات انتهت بسبب التوقعات العالية التى نبتت من كثرة الحب. وهذا يجعلنا نعي أن وجود بعض اللامبالاة مهم أحياناً ،القليل منها فقط يعتبر كرشة الملح ، لأن كثرة الحب قد تقودنا للجنون يوما ما إذا سمحنا له بان يتحكم بعقولنا وقلوبنا فليس ذنباً إذا سمحنا لمشاعرنا أن تكون حيادية حيناً وعميقة في حين آخر، وهذا لا يعني أننا لن نكون صادقين في حبنا ، بل على العكس تماماً فالحب الحقيقي هو الذي يستمر ويدوم للأبد دون أن يزيد أو ينقص. رؤى صبري