في دول العالم يتنخب الشعب مجلس نواب لينفذ مطالبه ويلبي أحتياجاته و يحل مشكلاته المستعصية ألا في سورية فالمجلس هو من يفرض نفسه على الشعب ويفرض عليه أيضا أفكاره ومعتقداته و خططه الأصلاحية وربما يلغي البرامج التي وضعها المجلس الفائت الذي سيستنسخ منه مجلس جديد . قال وزير الأعلام السوري عدنان محمود : ان أنتخابات مجلس الشعب التي ستجري الأثنين 7-5-2012 هي الأولى من التي ستجري على اساس الدستور الجديد وهذه الأنتخابات ستقوم على أساس التعددية الحزبية وبأشراف قضاء مستقل حيث سيغطي الأنتخابات حسب قوله 200 وسيلة أعلامية وبحضور 100 شخصية عربية وأجنبية فكرية وحقوقية و اعلامية للأطلاع على نزاهة الأنتخابات . يضيف محمود أن الأعداد لهذا الأستحقاق الوطني يشكل تصديا للأرهاب وأضعاف مؤسسات الدولة في ساحات العاصمة السورية و شوراعها تنتشر صور ومنشورات وملصقات للمرشحين مرفقة بشعارات فارغة من أي محتوى سياسي تثير الضحك احيانا "منكم الصوت ومنا العمل " ... "صوت من لا صوت له " ربما يقصد هذا المرشح الصم والبكم أو ربما لايمكننا تحديد الجمهور المفترض لهذا المرشح ومنهم من اتجه لجمهور لا يحق له التصويت بالأنتخابات "صوت الأطفال في مجلس الشعب " يصف عماد يوسف عضو المجلس الوطني السوري الأنتخابات بمهزلة مجلس التشبيح مضيفا أن أسماء الناجحين معدة مسبقا وكذلك دعت الهيئة العامة للثورة السورية بمقاطعة الأنتخابات وذهب بعض رجال الدين بتحريم الترشح والتصويت في هذه الأنتخابات وحتى معارضة الداخل متمثلتا بهيئة التنسيق الوطني رفضت على لسان منسقها العام حسن عبد العظيم المشاركة " "أن الهيئة قطعا لن تشارك في الأنتخابات فنحن منذ بداية شهر نيسان العام الماضي لم نقبل بأي حوار أو لقاء أو مشاركة في ظل العنف والقمع المتواصل قلنا للسلطة أوقفوا العنف و القتل و اسحبوا الجيش و الآليات واطلقوا سراح المعتقلين و اعترفوا بالأزمة و بمطالب الشعب بالحرية و الديمقراطية و الكرامة لكنهم رفضوا الأستماع الينا " ويقول لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة " اننا ضد هذه الأنتخابات وسنسقطها " من الواضح ان النظام مستمر بتوجيه رسائله الأصلاحية للرأي العام العالمي محاولا أيهام المجتمع الدولي بأصلاحات وهمية تبعد عنه شبح الحرب و الضغوط و السقوط متجاهلا ما يحصل على الأراضي السورية ومتجاهلا صرخات وأنات الشعب السوري المثقل بالجروح الذي يطالب برحيل الأسد منذ أكثر من عام لكن دون جدوى . يظهر الأمر اليوم جليا أن هذه الرسائل التي يوجهها النظام السوري غير مقنعة للمجتمع الدولي فهو يحاول منذ بداية الأزمة جاهدا أقناع المنظومة الدولية بشرعية اعماله ضد معارضيه لكن دون جدوى ولكن يستخدم حلفاء النظام خصوصا روسيا هذه الرسائل بشكل ساذج كمبرر أخلاقي لدعمهم الكامل لكل مايقوم به النظام حتى لايكونو وجه الشيطان في الأرض يقول لافاروف "يجب على السلطة السورية أستخدام القوة المفرطة لسحق الأرهاب في البلاد " ويلاجظ المراقب للشارع السوري ضعف اهتمام الشعب السوري بشكل عام بهذه الأنتخابات الغير مجدية حيث يرى كثيريون أن هذه المؤسسة الجديدة ستكون ممثله لشعب السلطة فقط ويؤمن معارضو النظام السوري ان كل هذا جزء من أمر واقع فرضه النظام قسرا على الشعب السوري منذ توليه ادارة البلاد فلا يوجد أي مؤسسة مستقلة في سوريا فكل السلطات مرتبطة بالمنظومة الأمنية لن يوفق النظام السوري بهذا المجلس كثيرا الذي كان يراها النظام دولاب نجاة يفتح باب الحوار الوطني الذي سيفضي بالنهاية الى تجديد البيعة للزعيم الخالد كل هذا يدل أن السلطة لم تستوعب الى الآن ان نظام الحكم في سوريا قد انتهى عمليا و كل محاولاته اليائسة تندرج تحت خانة المحافظة على عمر أطول في السلطه سواء تمت هذه العملية أو لم تتم .