أصبحت بعض المستشفيات اليوم مجرد فرع آخر لأي مطعم وجبات سريعة أو بقالة صغيرة ,فمن المفترض أن تكون المنشأة الطبية قدوة في الأكل الصحي ، والذي ليس بالضرورة ان يكون سيئ المذاق سواء للممارسين الصحين أو المرضى، لكن للأسف أذكر أني زرت إحدى المستشفيات في واحدة من مدننا الكبيرة لأجد فيها الثلاجات منتشرة في كل الأروقة والممرات بكل ما تحمله من " شبسات " و" شوكولاتات" ، وعصائر مليئة بالمواد الحافظة والألوان غير الطبيعية . أما قائمة الأطعمة في كفتيريا تلك المستشفى ، فنجد أنها ليست أفضل حالا ، اذ أن كثيراً من الوجبات التي تقدم تحتوى على نسبة عالية من الدهون ، هذا بالإضافة إلى عدد من الوجبات السريعة مثل البطاطس المقلية ، والبرجر . والشئ الذي لفت انتباهي أيضا أن تلك الوجبات لا تقدم للعاملين فقط بل يتناولها أيضاً بعض المرضى الذين تسللوا من غرفهم الى الكافتيريا حيث يأملون الحصول على وجبات أفضل ، غير عالمين انها أسوأ ، و حتما ستطيل إقامتهم بالمستشفى!!!!!! وإثناء تنقلي من ممر لآخر كنت أجد الأهالي المساكين واقفين يشترون لأبنائهم من محفوظات الماكينة بعد أن قتلهم الأبناء بالإلحاح على الشراء وقبل ان ينتصف وقت الزيارة تكون الماكينات قد خلت من محتوياتها !!!!!!!!!!!! وحين نتأمل ذلك نجد أنه من المؤسف حقاً أن تتحول مستشفى إلى ميني ماركت تحارب المرض بسلاح وتنشره بآخر، وما يثير السؤال هنا أيضا كيف تسمح الجهات المسؤولة في هذا الصرح الذي من المفترض أنه صحي بوجود هذا العدد الكبير من الماكينات ؟! ولماذا لم تفرض رقابة أفضل على نوعية الطعام الذي يقدم للممارسين الصحين الذين يقضون أياماً في المستشفى ولا يجدون سلواهم إلا في البرجر لأنه ببساطة الوحيد المقبول من ناحية الطعم. وهذه بالطبع مشكلة عويصة لأن نوعية الطعام الذي نتناوله يتحكم في جسم الإنسان إلى درجة تجعله يصاب بمرض جديد كالسكري أو الضغط أو حتى السرطان وقد يؤدي الى تدهور حالة المريض خاصة مرضى القلب، وربما ينتج عن ذلك الوفاة, ووجود نوعية طعام كهذه في مستشفى عام تعطى الناس البسطاء الانطباع الخاطئ أن هذا الطعام جيد ولا بأس به خاصة عندما يجدون الأطباء يتناولونه غير عالمين أنه لا يوجد لديهم خيارات أخرى (وهنا مكمن الخطر). وختاما اقول أن بعض الأمور إذا تم تداركها وهي في طور التشكل والتحول تعطى نتائج افضل وأحسن عوضا عن التهاون الذي غالبا ما يؤدي للهلاك. رؤى صبري