اجتاحت طالبات جامعة الدمام، عدوى الخوف والهلع من وجبات كافتيريات الجامعات، بعد ضبط أطعمة غير صالحة للاستهلاك في طريقها لجامعة حائل، وادعاءات بعض الطالبات تعرضهن لتسمم من بعض الوجبات. واستدعت إحدى الطالبات حادثة تسمم، زعمت أنها تعرضت لها العام الماضي، لتبرهن على فساد الوجبات المقدمة لهن في الكافتيريا. و كشفت الطالبة سارة أنها «تعرضت للتسمم من وجبة شاورما داخل الجامعة، مما اضطرني لمراجعة المستشفى التي برهنت لي التسمم، وبعد عودتي للجامعة قدمت التقرير الطبي الذي يثبت التسمم، إلا أنهم لم يقوموا بأي دور تجاه المسؤولين عن الأمر، وتم تجاهل إصابتي». وأشارت إلى أنها وزميلاتها «أصبحنا نخشى من تناول الوجبات في الكافتيريا خشية التسمم، فيما لا يسمح لنا بجلب طعام من الخارج، لذا نريد وقفة حاسمة من الجهات المختصة». ولم تكن سارة الوحيدة التي تطالب بلجنة رقابية على الوجبات، بالإضافة إلى الأسعار والنظافة، على أن تكون خاضعة لمعايير وأنظمة الجامعة، مع مراقبة أداء العاملات الوافدات في تقديم الأطعمة في الكافتيريا، التي تمثل مورد الأكل الوحيد للطالبات أثناء الدوام. ولا ترى الطالبة نورة أنها تبالغ وزميلاتها في تضخيم الأمر، عند القول بأن «الكافتيريا تشكل مصدر رعب للكثير من الطالبات، في ظل عدم وجود حرص من العاملات فيما يخص جودة الطعام المقدم، علاوة على طريقة إعداده التي تفتقر إلى أبسط الأدوات الصحية، وأصبحت أفضل شراء المأكولات المغلفة مسبقا، وأتجنب التي يتم إعدادها في الكلية، فمنظر العاملة وهي تعد الوجبة مثير للارتياب، فاليد التي تأخذ المال بها من الطالبات، هي ذات اليد التي تعد بها الوجبة، على الرغم من أنها ترتدي قفازا، بيد أن طريقة أدائهن تحتاج إلى مراقبة وتشديد على النظافة، كون الأمراض تنتقل منها، وطريقة إعداد الوجبة يدوية بدائية، تفتقر إلى اشتراطات السلامة». وتعتقد أن الانتقادات التي تطال النظافة، تمتد إلى الأسعار المبالغ فيها، والتي تصل إلى أضعاف سعرها الأصلي خارج الجامعة «لم يقتصر الأمر على المبالغة في الأسعار بل وصل إلى وضع تسعيرة معينة على التسخين، بمجرد أن تطلب الطالبة من العاملة تسخين المنتج سواء أكان كرواسان أو غيره، فإنه يتحتم عليها أيضا دفع ريال على التسخين، ما يجعلنا نتساءل ما إذا كان هناك ضريبة للكهرباء على الطالبات، وأعتقد أن هذا الأمر استغلال لوضع الطالبات، الذي يفترض أن يراعى، فليست كل الطالبات قادرات على دفع مبلغ يفوق المعتاد يوميا ». وتشير إلى أنه «أثناء الملتقى الصحي الذي نظم بالكلية أخيرا، لوحظ انخفاض ضغط عدد كبير من طالبات الكلية بحسب المسؤولة الصحية التي قامت بقياس ضغط الدم للطالبات أثناء الملتقى، ما يضع علامة استفهام على الوضع الصحي للطالبات ووضع التغذية له دور في ذلك». من جهة أخرى شددت الجامعة على أهمية تواجد الكافتيريا في كليات البنات بالشكل الذي يقدم خدمات ترضيهن، وتكون على المستوى الممتاز من جميع الجوانب من أهمية الطعام المقدم للطالبة، والحرص على نظافة الكافتيريا، والتأكيد المستمر على المستثمر على أهمية ذلك. وبين وكيل الجامعة لشؤون الفروع الدكتور سعيد بن عمر آل عمر، أن هناك متابعة حثيثة من إدارة الجامعة وعميدات الكليات لأسعار الكافتيريا المتلائمة مع أسعار السوق، ووضع في الحسبان أن يكون السعر خاصا للطالبات والاهتمام بالنظافة العامة، والعمل بشكل يومي لملاحظة ما يقدم في الكافتيريا. وانتقد آل عمر ما اعتبره مزاجية بعض الطالبات اللاتي «لا يعجبهن الوجبات التي تقدمها كفتيريا الجامعة، وذلك نظرا إلى اختلاف الأذواق، حيث حرصت الجامعة على توفير تغذية صحية لها فوائد من خلال ترسية بعض عقود التغذية، ملبية بذلك حاجة بناتنا الطالبات، وإدارة الجامعة تحرص على تلمس حاجات الطالبات، ومعالجتها ومتابعة تحسين الخدمات في الجامعة ومرافقها، وإدارة الجامعة غير مسؤولة عن تصرفات بعض الطالبات اللاتي يطلبن طعامهن من مطاعم خارج الجامعة، حيث إنه لو حصل أي مشكلة صحية للطالبة، فالجامعة غير مسؤولة عن ذلك؛ لأن الطلب لو كان من المستثمر داخل الجامعة، فإن إدارة الجامعة كفيلة بالتعامل معه حسب الاتفاق والعقود الموقعة معه، ويتحمل المسؤولية أمامنا وأمام الجهات المسؤولة» .