" أنثاي تحتضن شجرة " قالت : " للفرحةِ ، أُصولٌ .. تأتي من بداياتِ الطريق وللحزن فرحةٌ تأتي من نوبةِ تحليق..." قلتُ : أّقولُ الوقوف لنفضِ غبار الخوف عن ستائرِ عربتنا ولنا الصندوق الخشبي الصغير فترةً لمراجعة مرآتنا.. إذرفي دمعة .. أو بعض وقتٍ لي أذرفي كي أُتابع نشوء الكلمة بعيداً عن فراشِ المجاز... قالت : " طفلةٌ أنا ... مدايَ لا ينتهي وأنتَ طفلي والرهبةُ تسجدُ للإحتضان..." قلتُ : طليقةٌ أنتِ حرٌ أنا بكِ ... جودي بي إلى جناحيْك وحلّقي .. حلّقي خارج العربة إلى صوبِ الواصلين من أرضِ الألوان الصاخبة .. لن أكتملْ بإكتمال كلماتي ومن أَجلِكْ .. أَقولُ بحلمي القديم: وقت المطر... تهمسُ القطرات بي: " هو عرقُ السماء .. لكي لا تموت من حرّ طرحتها عطشاً ..." وأقولُ لحلمي الآن : كبرتُ وهو دمعُ السماء .. قالت : " إلى لا سكون .. إلى أطرافِ الكون أَذهبْ ... ولكن معي ستتعبْ ؟! .." قلتْ : غجريةٌ ... ربطَتْ على رأسي منديلها الأحمر .. وأَهْدَتْني وسادة مَحشُوّة بوصاياها : " لا تمنحني فرسكْ ولن أَذبحها " قالت : " أَعشقُ الكلمات حين تتمرّد على أقدارها ... وأَعدّكَ بعد عودتي باعدادِ وليمة مطر على شرفِ جنون المجاز ...؟ قلتُ : شجرةٌ سأكون .. والكون إلى سكون .. عليّ تَخُطّين بعطاياكِ وتحتضني أغصاني ولكن... متى سيصل أصحاب الغبار الذي يُلَبّدُ سماء ما قبل الطريق؟ أحيبيني ... أحيبيني: لا الرعبُ ولا الخوفُ .. بل اشتياقٌ لكَ بعد الفراق ورغبة مكتومة للتراب بالعناق أقودُها إلى نهايةِ الكلام .. من ديوان " طقوس المرة الأولى " الاسير باسم الخندقجي عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني سجن عسقلان المركزي