لا شيء يضاهي إحساس القحط لحظة شحّ المطر هكذا قلتها ومضيت لتستبدل الذي هو أجمل بالذي هو (غير)! ارحل.. وصوت نداء القلب يموء بالسفر ومناديل لا يطوى حبل غسيلها الممتد بين دمعة وضحاها حسنا يا سيِّد المساءات الراحلة.. قليلك يُغني عن كثيرك ليُنبَت في أعماق الروح سوسنة يبلِّلها الجفاف دعني الآن أرتدي جلباب الليل الساتر وأغني مع فيروز تيمّنا حين تتساقط أوراق أيلول على نوافذ الذكرى العتيقة ويضجّ شارع الحزن ب(حكايا) الأمس المندثر ستجدني أتأبّط ظلِّي وأكتسي غبار الطريق وعهر الشجر العاري يناغي بحفيفه ضلعي المكسور وأحاسيسي المبهمة منذ مطلع العشق الصَّادحة ..وأنا مفقودة بين عقارب الوقت وزمن لا نهار فيه بأمر هجرانك أن لا عاصم لي منه.. فارغة أنا إلا من حلمي فيك أتذكر كيف كانت الأبواب مشرعة حين كان الحنين حارسها الأمين؟ وكيف كانت البلابل تغني ساعة عناقنا فوق حقول النهار الباسم برائحة البنفسج وشجرة الصفصاف ترقص حائرة في اتجاه رياحك الشرقيةالغربية هكذا هي ذاكرتي الحبلى بك لا تنجِب إلا مواقيتك هَلّا سألتني عن قلبي الملتاع كيف كان ينشدك في حديث السكوت؟ لتدرك أنني الأنثى الّتي أتت من ثقب الليل تبحث عن لون آخر فيك يشبه بياضا يشع بضوئك فجرك المفقود في سماء زائفة. غدير العمري