يا وردة الخذلان ..حلمت بأني أضعت حلمي..عندما عثرت علي مزدهرا في ركن البرد حيث لا مكاني.. و لا ارتجف بل أعانق بخزف الماء رغما عني..و ركن البرد فاجئني بانتظار بطيء..ساكن ..مخيف ..و بصوت أنثوي صارخ في الهامش: "تعال لا تخف من البرد تعال..أنا سيدة خذلاك..عتمتك أنا..دع الحب يدفن الحب ..و تعال.. أن الركن يرقص لك..وحدك..و أنت بحلة أنيقة من أجمل و أبهى خسارتك..تعال راقصني..داعبني..امنحني وطنا..فكل حب مجاز و كل مجاز حب .. و أنت ما بين المجازي و الواقعي تعانقني..خيال أو لا خيال..لا ضير من لحظة و لا ندركها..علنا نؤمن بها ..فمن يؤمن يعرف..و كل عارف مؤمن.. تعال إلى ركن البرد يا صغيري .. فحلمك في متاهة خرافية..أرضية عاجز عن التحليق حتى و إن حلم بأنه يحلق في الأعالي ..الأعالي الحزينة التي مزقت ثيابها..المفجوعة على ضياع المشهد الأخير من الدراما المأساوية .. و التبعثر يقودك ..يسودك منذ ضياع حلمك.. وكل ما أمامك ألان ركن برد يجذبك بأقصى شبقه فاذهب امضي صعوبة و خذ ما تشاء من خطيئتك..فهذا الازدهار الندي لا يتكرر مرتين.. هل صحيح إن الصمت هو عبارة المخذولين في محراب الهامش؟ يا أيها السيد هامش..هل صحيح انه كلما ضاق بنا الوطن ازددت أنت اتساعا؟ هكذا تساءلت بعد رحيل الورد مكان ... يا مكان ... ها أنا بعشق الكلام أسكنك و أقيم عليك حلمي ... بنثر من ورد استبدل الندى بحبات عرقي ... _ و النثر يسبق الشعر بفداحة خساراته المقدسة ... و معانقته للكلمات بدفء و حب عفوي مجافيا الغيم المنظم ... و المياه المعدنية ! فهو المبعثر المنكوب ... المنكوب و المنكب على وصف نكبته : " يا ذروة " تمارس الوطن حزنا ... حزنا ... تعالي ننثر سويا الكلام على جسد المكان " يا مكان ... أذكرك الآن بما كان : للبئر قالت حبيبتي قبل الرحيل : " يا بئر إن لم تأخذني ... أذكرني يا بئر ... ولا تنساني " ... ثم تساءلت : : لماذا دمروا البئر ؟" هذا القمر الذي في الأعلى يرضع من مكاني الأول ... حليب العشق و ألق الشهداء ... هذا القمر ... لم يزل بكبرياء يعتنق الحزن الفلسطيني و يطمئن النساء على أسرارهن : " لا تخفن ... أنتن و العشق معي بأمان ... " مكان ... يا مكان ... خذلان يصيب قلبي و الورد يلثم جرحي حتى الورقة الأخيرة ... يا نثر يا ورد يا مكان ... ها أنا هنا ... أقف لأبكي ... " هذا العزيز لنا كان " حبيبتي و أنا اتحدنا هنا ليفيض الغدير غدير أخر ... كي نتجدد و نتجدد عشقا و كلام ... يا ذروة تمارس الوطن تعالي ... لست بئرا أنا حزن الكمان ... أنا المخذول من أخوة ترابي و حجاري ... " لماذا دمروا البئر ؟ " هنا جلست المرأة العتيقة ... و بكت و بكت ... و أنا جامع الدمع لأروي به شجرة عشق تصر على الوقوف و طنا ... " لو أعرف فقط ... لماذا دمروا البئر ؟ " مكان ... يا مكان ... أكتب عليك الأناشيد و الأغاني ... و أناجيك و أهدهدك و أطعميك و أزرعك و أحبك و أتحدبك ... مكان ... للأرض سماء ... و من تخلت عنه سمائه عليه أن ينتزع من الأرض مكانه ... الأسير باسم الخندقجي عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني سجن جلبوع المركزي الحكم مدى الحياة