كثرت في الآونة الأخيرة ما نسمعه من قصص تحكى عن بعض الأزواج بمختلف الشرائح والطبقات عامة فهذه زوجة جاهلة أو بمعنى أصح غير متعلمة تمتلك السلطة الكاملة على زوجها خاصة وعلى أبنائها عامة فهي الآمرة والناهية لبيتها ولكل من حولها , وبرغم بساطتها وبساطة عيشها إلا أن قلبها ميت وعقلها مفكر ديناميكي يعمل ليل نهار فهي المخططة والمدبرة لكل شي وتضع تجاربها وبكل تطبيقاتها على المقربون لها أولا ومن ثم لمن حولها ثانيا .. إنها زوجة قديمة البنية التحتية ولكنها قوية وصلبة وتعمل بفن عصري حديث لتتناسب وتتكيف مع أنظمة وتطلعات وتقلب الظروف والأجواء المحيطة بها وبعالمها الخارجي ومع جيلنا الحالي ولا تنهزم أبدا إلا في الأوقات النادرة .. وهي بعكس تماما وبخلاف الزوجة المتعلمة فهي مثقفة ومتعلمة وليست جاهلة تفهم لكل معاني وأمور الحياة الزوجية وتضع مقاليد الحكم أولا وأخيرا على الزوج فهي إتكالية من الدرجة الأولى على زوجها لأن تبايعه زمام ومهام وتسيير الحياة الزوجية بشكل خاص والحياة الأسرية بشكل عام إلا أنها طيبة القلب من الداخل فقط وأما من الخارج فهي تتظاهر بأنها شديدة وقوية وصلبة إلا أنها تنهزم لأبسط شي ومن ثم تعود مجبرة لحالتها الطبيعية فالمرأة مخلوق واحد .. وخلقن من ظلع أعوج إلا أنهن يختلفن في العقل بعض الشي وفي مسميات حياتهن وخاصة الدراسية منها فهذه المعلمة وهذه الطبيبة وهذه المثقفة وهذه الشاعرة ولكن يبقى مسمي واحد ليس له أي ظهور أو أنه يقع خلف الكواليس ويدير نفسه بكل حكمة ودقة وفن مشهود الآ وهو مسمى الغير متعلمة أو بالعامية الجاهلة ... فهي تختلف تماما عن تسمية المتعلمة وهذا يقع في قلب كل منهما وعلى حده ويختلف عن قلب الآخر فهذا قلبها قلب جبروت جاهلة ... وهذا قلبها قلب و طيبة متعلمة . سامي أبودش