نشأ كلا من حالم وأخته أحلام في بيت ذو دخل محدود وأقل من المتوسط وكانت الأم تنظر إليهما بأنهما هما الأمل لها في الحياة فأخذت تسبح بها أحلامها إلى أكثر من عشرين عاما قادمة وكذلك الأب فهو يعلق عليهما أمالا كبيرة وخاصة ابنه حالم حيث أن الأب يعمل مراسلا ويريد أن الزمن يمر سريعا ليرى ابنه وقد حقق مالم يحققه هو بصغره ليفخر به أمام أقاربه فهو لا يريده أن يقف عندحد معين من السلم التعليمي بل يريده أن يصل إلى أعلى الشهادات ويكون في أعلى المناصب والدرجات الوظيفية! ففعلا كان حالم من الطلاب المتميزين وواصل تعليمه حتى حصل على درجة البكالوريوس في الأعمال الإدارية وبعد التخرج أصبح يراجع الديوان ذائع الصيت لعله يجد وظيفة ولكنه يصطدم بشخص يهز له القلم وهو يقول لاتوجد وظائف شاغرة بجميع الوزارات!! ليرجع خال الوفاض إلى والديه اللذين بدأت عليهما علامات التقدم بالسن بالظهور ولم يبق إلا القليل ليحال والده إلى التقاعد وأستمرت معاناة حالم لأكثر من خمس سنوات وقد وصل للثلاثين من عمره وتمت إحالة والده للتقاعد على السن القانونية للعمل وهي سن الستين عاما!! بعدها إلتحق بالإبتعاث الخارجي ليكمل الدراسات العليا وقد حصل على الماجستير ومن بعدها الدكتوراة في علم الإدارة والعلوم الإقتصادية !!! طبعا أكيد انكم تتسألون عن مصير أحلام ومعكم حق فأحلام ياأحبتي قد أكملت دراستها وحصلت على درجة البكالوريوس في التربية منذ عشر سنوات وهي قد تزوجت ولها من الأبناء ثلاثة أكبرهم في المرحلة الإبتدائية ولكن لم يأتيها التعيين وهي تنتظرذلك منذ أن خرجت بوثيقة تخرجها قبل عشرة سنوات!! رجع حالم وقدم أوراقه للتوظيف ولكنه تفاجأ بأن النظام قد تغير كليا فعمره الأن قد تجاوز الخامسة والثلاثين بأيام وبهذا يكون غير صالح للعمل لأن حافز (عاجز) قد قلص سن التقاعد من ستين عاما إلى خمسة وثلاثين عاما 45%!!!!!!! تصدقون أن حتى أحلام تريد أن تتدارك الموقف وأخذت بالتسجيل بحافز أسف (عاجز) ولكنها صدمت بالرفض لا للسن فهي لم تتجاوز سن التقاعد الجديد ولكن بسبب دخل زوجها الشهري ! وعلى فكره هي تعيش بمنطقة بعيدة عن سكن والديها! التهاية تعيسة! لأنك سوف تصطدم بوزارة العطل! وديوان الخدمة المتدنية! فياترى كم من حالم وأحلام على هذه الشاكلة!!؟ كتبه / عبدالله ضيف الله الفهيقي كاتب وتربوي