مع توفر سبل الاتصال الحديثة من هواتف متنقلة وفضائية وانترنت إضافة إلى الفضائيات المرئية وغيرها أصبح العالم قرية صغيرة كما يقال وصار بإمكانك أن تعرف كل ما تريده عن أي شعب على هذه الأرض بالصوت والصورة بمجرد إيجادك للفضائية المناسبة وقد أسهم ذلك بطبيعة الحال بمزيد من تواصل العرب بعضهم ببعض فصار الفرد العربي في بلد ما يعرف كل شي تقريبا عن العربي في البلد الأخر عاداته وتقاليده وتراثه وسبل عيشه وأسباب فرحه وهمه وحتى أطباقه المفضلة إضافة إلى اعتياد العرب كل على لهجة الأخر بدرجة ما والتي قد تقترب أو تبتعد عن لهجته العامية الخاصة ولكن ظلت هناك بعض اللهجات صعبة الفهم كثيرا كما هو الحال بين عرب المشرق وعرب المغرب فالعربي في بلاد الشام ودول الخليج العربي لا يكاد يفهم شيئا من لهجة أخيه العربي في الجزائر أو المغرب والعكس صحيح والحل الأمثل لهذه المعضلة بطبيعة الحال هو اللجوء للقاسم المشترك وهي اللغة العربية الفصيحة المفترض أنها لغة التواصل المباشر بين جميع العرب ولكنها ليست كذلك للأسف فدورها مقتصر على كونها لغة التدريس والقراءة والكتابة وبعض الأمور الرسمية وعلى مستوى الإعلام المرئي والمسموع فهي مقتصرة على نشرات الأخبار وبعض البرامج الدينية والحوارية. إن المرء ليشعر بالحزن وهو يرى أصحاب اللغات الأخرى كالانجليزية مثلا يتحدثون كما يكتبون ولا تلمس فرقا بين حديثهم العادي ولغتهم الرسمية وان وجد فلا يكاد يذكر. ولكن وبالرغم من كل هذا الهجر للغتنا الفصيحة الجميلة من أصحابها فهي ستبقى حية و خالدة إلى يوم الدين فحسبها أنها لغة القران الكريم الذي اتسعت لألفاظه ومعانيه وحملت إعجاز آياته اللغوي الذي بهر عرب الجاهلية أهل الفصاحة والبلاغة فأشعرهم بعجزهم أمام بلاغة القران ثم لتمر السنين والقرون ويأتي عصرنا عصر الكشف العلمي لنكتشف معه ما تحمله آيات قرائننا العربية الفصيحة من إعجاز علمي مبهر ما كان ليخطر على بال الأولين فما أروعها من لغة فيها كل هذه المقومات . عاهد علي الخطيب