أسئلة على الطريق إلى من يهمه الأمر : هل ستفتتحون المصانع المعدة خصيصاً للمبتعثين فور وصولهم أرض الوطن وتقولون : إن هذا الصوت أعذب صوت سمعناه في حياتنا كما فعل اليابانيون ؟!! السؤال بصيغة أخرى .. هل سنرى صناعة سعودية لكل شيء نراه في مملكتنا الحبيبة أم هي الخيبة والندم على ابتعاثهم وليأتوا ويملؤوا المناصب العالية فقط ، ويتبجحون بحبهم للغرب ويعكرون الماء الصافي .. أتمنى أن يخيب المبتعثون آمال من يراهنون عليهم لتغيير المجتمع للأسوأ ويرجعون بالعلم الحقيقي ويعودون سالمين على دينهم وغانمين لأمتهم . وبالمقابل : هل سنرى مواقف مشرفة من رجال الأعمال بتبني مخترعات ومكتشفات المبتعثين وتحويلها لمشاريع اقتصادية وتنموية تفيد البشرية ، يوضع لها حجر الأساس ، ويتلقفون براءات الاختراع قبل وصول المبتعث للوطن وقبل تسويق الاختراع في الخارج على الشركات الكبرى لنصبح بعد عشر سنوات دولة صناعية كماليزيا . أمر متعلق : لنفرض أن المرأة نافست الرجل في الوظائف وعملت بجانب الرجل في الأستوديو والمعمل والمصنع والمحل التجاري وسيطرت على بعض الوظائف وحصلت على حقوقها المسلوبة (زوراً) والمكفولة من الشريعة من أزمان بعيدة ، وحصلت على ما كانت تتمناه -من اغترت بأن الحضارة تأتي من الغرب ومن توهمت بأن ما يقال عن الحرية صحيح- ، هل ستكون قادرة على مواجهة السياسيين ومقاومة الفساد المالي والاجتماعي وتحمي المجتمع من الإرهابيين وتوقف إسرائيل عند حدها وتضعها في حجمها الحقيقي ، وتستطيع تطبيق الأنظمة بكل حزم وصرامة وكما يراد لها أن تخدم المجتمع ، وتعاقب من يسرق ميزانيات المشاريع وينهب نقود المواطنين بطرق مختلفة وغير هذه من القضايا المجتمعية الشائكة ، وقد عجز قبل ذلك عنها الرجل القوي العزيمة ، وانبطح للأنظمة دون أن ينبس ببنت شفة . ما موقف مترفو هذه البلدة : هل سيسكت المترفون إذا كانت دعاوى أو عمليات الإصلاح في البلد تتعارض مع مصالحهم ومستقبلهم في البلد . أتراهم يتوانون للحظات في استخدام أسلحتهم القمعية الحديثة من -القوة الناعمة والحرب النفسية والإعلام الموجه- لصد التيار الجديد والذي سيثير الجدل في البلد لعدة عقود قادمة إن كان تجديداً إصلاحياً حقيقياً وجاداً أو غير حقيقي وبلا جدية . سؤال تقليدي : هل سيسوق المبتعثون الحرية والديمقراطية والليبرالية وغيرها في بلدنا تسويقاً حقيقياً -دون مخادعة- للمُنْتَج الحقيقي كما هو لدى الغرب وليس كما يراد تطبيقه عندنا وفقط وهو -النسخة الكربونية لمصر ومن تبعها- والذي يتمثل في الانفتاح والانسلاخ والانحلال من الدين والقيم والأخلاق . ماذا يريد المجتمع ؟ هل يريد المجتمع : أ/الدين المتطرف . ب/الدين الوسطي . ج/الليبرالية المعتدلة . د/الليبرالية الانسلاخية . أما الدين المتطرف فقد حاربه المجتمع في الفترة السابقة ومازال يحاربه ، وأما الليبرالية المعتدلة فهذا ما لن يطبق عندنا لعدة أسباب لا مجال لذكرها هنا ، وأما الليبرالية الانسلاخية فهي ما يريدها القوم ، وأما الدين الوسطي فهو ما يسكن ضمير الناس بجملتهم وإن غرهم أو خدعتهم المؤثرات الإعلامية . أ. حمود الباشان