الصحافة كما أنها مرآة الشعوب، تعكس قضايا وهموم المجتمع، فهي أيضاً، وفي الوقت نفسه، أداة تنوير، وعنصر فعال، في بث الوعي بين أفراد المجتمع. في الآونة الأخيرة أخذنا نقرأ عن ظاهرة أو قضية تعد من أخطر القضايا، التي تهدد الأسرة بكاملها، وهي قضية ابتزاز الفتيات، من قبل أشخاص لا يخافون الله في أعراض المسلمين والعقل والحكمة، تقولان يفترض أن نستفيد من نشر مثل هذه القضايا والقصص في صحفنا، فالأمر وقد وصل إلى هذا الحد، يستدعي ويتطلب منا جميعاً، رجالاً ونساء، شباباً وفتيات، أن نأخذ الحيطة والحذر، وأن نكون أكثر حرصا من أي وقت مضى، والبعد عن التهاون في بعض الأمور التي قد نراها صغيرة، ولكن نتائجها خطيرة. وأما كيف يكون ذلك وماذا أعني؟ فسأقول لكم. من خلال قراءتي لقضايا الابتزاز التي نشرت في الصحف مؤخراً، لاحظت أن هاتف الجوال أحد العوامل الرئيسة المتسببة في هذه القضية، ولعب دوراً فيها. وهنا أقول لقد حان الوقت لنعيد النظر في كيفية تعاملنا واستخدامنا لأجهزة هاتف الجوال التي أساء بعضنا استخدامها مع الأسف الشديد. فبعد نشر قصص الابتزاز في الصحف، أخذ كثير من الناس يلغون فكرة حفظ الصور العائلية والشخصية في أجهزتهم، مهما كانت طبيعة هذه الصور وهذا أمر جيد، وأنا من الناس الذين يقفون وبقوة، ضد حفظ الصور العائلية أو الشخصية في جهاز الجوال. ولكن، لا يزال بعضنا، ومن كلا الجنسين غير مبال لما يقرأ في الصحف، فيصرون على حفظ الصور العائلية والخاصة في هواتفهم، وهذا الجهاز كما هو معروف، معرض في أي وقت للضياع أو السرقة أو نسيانه في مكان ما فهذا الرجل نسي جهازه، وآخر ضاع منه، وثالث سرق منه، وهكذا، ثم يجن جنوننا في البحث عنه، وهذه الفتاة أو المرأة نسيت حقيبتها اليدوية في محل تجاري وبداخلها هاتفها الجوال. وهذا أمر حاصل وهكذا عندها نندم أننا وضعنا صورنا في أجهزة جوالاتنا، فالخوف من أن تقع هذه الأجهزة، عند فقدها وضياعها في يد شخص لا يخاف الله وتجرد من كل الأخلاق الكريمة والمبادئ والقيم النبيلة، ويبدأ في استغلال ما يعثر عليه من صور في جهاز الجوال أبشع استغلال. أسأل الله أن يحفظ أولادنا وبناتنا جميعا من كل سوء ويبعد عنهم كل مكروه. عبدالله حسن أبو هاشم - ضباء