العلماء هم زينة الدنيا،وأنوار الظلم،ومصابيح الدجى،ومنارات الهدى،قال الله تعالى:( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط ...) قال الحسن رحمه الله:" لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم ". وعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد فضلاً عمّن سواه. إن كل من في السموات والأرض يستغفر للعلماء حتى الحيتان في الماء والهوام في البيداء،وأعظم درجة بعد النبوة هي درجة الصديقية والصديقون هم العلماء الربانيون كما قال بعض العلماء، إلى غير ذلك مما ورد في فضل العلم والعلماء. ويا للأسف. . يا للحسرة حينما يقوم الهمج الرعاع وسفلة الناس بالنيل من العلماء الثقات وخاصة في وسائل الإعلام من قنوات وصحف ومجلات ومواقع ومنتديات وفي المجالس والمنتزهات وغيرها! إن إجلال العلماء وتوقيرهم دليل حضارة المجتمع وفهمه وتقدمه وتدينه،وإن النيل من العلماء وتنقصهم دليل ذلة وحقارة ومهانة،وإن الأمة التي تعظم علماءها وتوقرهم لهي الأمة حقا،أما من لا يعرف للعلماء قدرهم ولا يقوم بواجبهم ولا يعرف أهميتهم فإنه على الدنيا لا لها. ومما لوحظ في الآونة الأخيرة شيء من النيل من بعض علمائنا الأفاضل الذين شابت رؤوسهم في العلم وأمضوا السنون الطويلة يوقعون عن رب العالمين ثم ينال منهم ممن لا خلاق لهم بحجج واهية حتى من بعض من يقال إنهم مثقفون أو كتاب أو نحوهم من عملاء الغرب وأذناب الشرق. اشتدت حمأة الهجوم على علماء الشريعة في خطة منهجية مدروسة محكمة استغل فيها أولئك الأقوام سكوت المسئولين وإعراض العلماء عنهم واستغلوا كذلك ما في أيديهم من وسائل إعلامية مؤثرة لتحقيق أهدافهم المقيتة فمن الهجوم على المشايخ والدعاة إلى الهجوم على كبار العلماء فمن العبيكان إلى الفوزان إلى اللحيدان مرورا بالمفتي والشثري والآن البراك وغيرهم كثير ولا زال الأقوام يزداد طغيانهم وتطاولهم على رجالات الأمة والمجتمع وأعلامه وأركانه وأوتاده العظام ليخدموا مشروعهم البائس وينفذوا مخططهم المفضوح في بلاد الحرمين بلاد الوحي والرسالة وقبلة المسلمين،أيهاجم العلماء الذين هم ورثة الرسل وأتباع الأنبياء؟! العلماء الذين يكتب له أجر مع الخطأ وأجران مع الصواب،وهم غير معصومون وقد يخطئون لكن لهم كرامتهم وإجلالهم والأدب كل الأدب عند نقدهم،أما ما يقوم به بعض كتاب الصحف ورجالات الإعلام من هجوم لا هوادة فيه على بعض العلماء حينما يقول بفتوى تخالف أهوائهم إن ذلك عجب وغاية في الحقد وخدمة الأعداء،إحدى الإعلاميات تطالب بسجن وجلد ورمي في دار العجزة أحد العلماء الربانيين،هل هكذا نتعامل مع ورثة الأنبياء،لنفرض أن الشيخ أخطأ هل يعامل ويقال عنه ما قيل؟! هل قيل شيء أولئك الكتاب لمن قال إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة،هل قالوا شيئاً لمن يرمي ويقدح في عقائدنا ومبادئنا وأصالتنا ؟ إن لذلك الهجوم المدروس والمنظم أسباب كثيرة ومتعددة منها : · خدمة المشروع التغريبي الفاسد في بلاد الحرمين حرسها الله تعالى · إسقاط هؤلاء الرموز العظيمة،والهامات العالية الرفيعة الجبال الراسية والشموس الساطعة وتقليل أهميتهم ومكانتهم عند الناس لأنهم من أكبر العوائق والعقبات في طريقهم ومعرفة توجهاتهم · ليثنوا هؤلاء العظماء عن الصدع بالحق أو التردد فيه على الأقل والتحرز من مواجهة أولئك والوقوف في وجوههم وكشف مخططاتهم وغاياتهم وعدم الوقوف ضد كل مشروع لهم · ليصرفوا العلماء بالرد عليهم وانشغالهم بهم عن أمورهم الأهم لكن رويدكم يا هؤلاء فالعلماء والمصلحون لن يسكتوا على منكر وسيقولون كلمة الحق وسيصدعون بها مدوية وكلمتهم هي المسموعة بحمد الله عند ولاة الأمر ويعرفون نصحهم وحرصهم على ما ينفع البلاد والعباد فقولوا بقولكم أو بعض قولكم ... وللمقالة تتمة