ألا زال البعض منا يجهل بأن الإسفاف أصبح ضرورة من ضروريات المهنة الصحفية , أي بالأصح من أساسيات الحفاظ على المركز الصحفي , يعني وبكل صراحة أن هؤلاء الصحفيين المسفين هم بشر مثلنا , ولديهم عيال يأكلون عيش . لذلك فإني أكاد أجزم بأن مراسلاُ مسكيناً أو كاتباً مأجوراً أو كادراً صحفياً في أيِ وسط صحفي مغلوبٌ على أمره , ليشعر بالذل واحتقار الذات وهو يصطف في لهفةٍ لانتظار كسوته الأولى وسط احتفالية التعيين , وأثناء طقوس "التعميد" الصحفي . ولا أعتقد أنه من المنصف أن ننظر إليهم نظرة احتقار , وهم يرتدون مجبرين واحداً تلو الآخر موضة "طيحني" التي يسلمها لهم ريس تحريرهم في مراسم التعميد , فكل واحدٍ منهم عنده عيال , ولقمة العيش صعبة , ورئيس التحرير ما يرحم , وكيس الدقيق غالي . وعندها نعرف أن صحيفة ما , في "..وطن"!! ما , في كوكبٍ ما , ومهما تعدى إسفافها سقف اللا محدود , إن كنا جادين فسنجد لهم عذراً ما .. يقيهم عتب الكرامة والشرف . وما دامت جريدة "طيحني" منضبطة في تقديم إسفافها .. ورئيس تحريرها لديه "بابا سمحلي" مستندٌ عليه , فالأمر سهل لا يتطلب من الجهد غير جرة قلم مأجور , ومحرر متحرر من قيود الفضيلة , ورسام يخدم القضية , حتى لو سرق رسومات غيره فلا بأس . وبالنسبة لوسطها الصحفي المغلوب على أمرة فإن الأمر إن ضل عند ارتدائهم لهاتين الموضتين .. فهم لازالوا في سعة من أمرهم , فلا أحد يعلم ما تخفيه لهم الأيام من موضات , ولعلنا نرفع معهم أكف الضراعة ألا تشتمل التعديلات الإدارية الجديدة إقرار الموضة الجديدة "بطح.." بقلم :أحمد العواجي