يبدو أن شعارات بعض مدننا تتغير! فجدة في قلوبنا غير! لكن من كثرة هموم أهل جدة حولوها وحوروها لتعليقات أخرى! فصارت سفلتة غير وحفرة غير ومطبات غير ومجاري غير ومشاريع غير ونظافة غير ووايتات غير وحدائق غير وصكوك أراضٍ غير وكله تحت شعار «أمانة غير»!!؟ والآن جاء الدور على مصيفنا الذي كان جميلاً «الطائف أحلى» فصرت على الطائف أحزن! توفى طفلان في السابعة والتاسعة، محمد وعبدالله الحميدي، نتيجة صعقة كهربائية من أسلاك مكشوفة بعمود إنارة. وأكد والدهما لجريدة المدينة أنه سيقاضي بلدية الطائف: «أُحمّل البلدية كامل المسؤولية عن الحادث. بلاغات متعددة قدمها الأهالي للبلدية لم تجد أي تفاعل بل قوبلت باستهتار لندفع نحن ثمن ذلك غالياً. تركت ابنيَّ يلعبان أمام المنزل لأُفاجأ باتصال من المستشفى. وعندما وصلت كانت الفاجعة المحزنة موت الاثنين». وقال أهالي الحي إنهم قدّموا بلاغات متكررة لعمليات البلدية لإزالة العمود وآخرها قبل يومين من الحادث لكن لا حياة لمن تنادي فالأعمدة مهملة والنفايات متراكمة والطرق سيئة وبعضها بلا أرصفة! نريد أعمدة لإنارة الشوارع لا أعمدة تقتل أطفالنا! وقامت جريدة المدينة بجولة وصورت أعمدة وأسلاكًا وعدادات مكشوفة، وتلقت بلاغات كثيرة من المواطنين عن أخطار في شوارع أهملتها البلدية. وأمر محافظ الطائف بتكوين لجنة من المحافظة والبلدية والكهرباء والدفاع المدني للكشف على كل الأعمدة ورفع تقرير عاجل. ذكرني ذلك بحادث آخر في المدينةالمنورة حصل لإحدى قريباتي بسبب حفرة لم يرها السائق في الليل فوقع فيها. وحيث إن الطب في المدينة كيف الصحة يا وزارة الصحة نُقلت لجدة. وظلت تروي للناس عذابها أثناء نقلها بالاسعاف من المطار للمستشفى، فسوء سفلتة الشوارع ضاعفت آلامها. قالت «كنت أعُد مطبات وحفر جدة بآلام ظهري المكسور وأظن أنها بلا نهاية! كل مطب زاد وجعي وكل «خضة» أبكتني». سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخاف من عثرة بغلة! أما في زماننا هذا فلا يهتمون بعثرات ولا حتى موت البني آدمين! قلت فكرة لو كتبوا مقولته " لو أن بغلة عثرت في العراق لخفتُ أن يسألني الله عنها" في لوحة تُعلّق خلف ظهورهم! وهذه إستراتيجية جدة!؟ أدعو للكشف ليس فقط على الأعمدة وإنما على كل أعمال البلديات! وأتساءل هل يُعقل أن مدننا بلا حدائق والأطفال يلعبون الكرة في التراب وحول أبراج الاتصالات؟! أين تذهب ميزانيات البلديات وما تجبي من رسوم من المواطن الغلبان؟ ولماذا أصبحت هناك أتاوات لتمرير أبسط المعاملات؟! إذا أردتم مكافحة الرشاوى والفساد الإداري فابدأوا بالبلديات!؟