أعلنت السعودية الثلاثاء أنها تنظر “بقلق شديد” إلى مقتل أحد مواطنيها في سوريا، وطالبت دمشق بالكشف عن ملابسات “الاعتداء الآثم”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسئول. ونقل المصدر عن مسؤول في السفارة السعودية بدمشق قوله “إتضح للسفارة صحة الخبر والإسم الصحيح للمواطن السعودي المقتول، حسين بن بندر العنزي”، مضيفا أنه “قتل فجر الاثنين 21 نوفمبر في مدينة حمص السورية”. وأضاف أن “المملكة تنظر بقلق شديد لهذا الاعتداء الاثم، وأن السفارة قامت بالاتصال بالجهات السورية المختصة لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بهذه الجريمة، ومطالبتها بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، وستتابع ذلك معها”. وطلبت السفارة السعودية في دمشق من “المواطنين السعوديين المقيمين بسوريا الابتعاد عن مناطق التوتر”. وتابع المصدر أن “السفارة علمت أن المواطن كان في زيارة لأقاربه في مدينة حمص”. من جهة ثانية تحدثت “الشرق” مع الشيخ بندر بن مفرح، والد القتيل حسين، حيث ذكر أن ابنه “حسين قرر أن يقضي إجازة العيد مع أخواله بحمص، ولم نكن نعلم عن سوء الأوضاع، حيث كنا نتابع الفضائيات السورية وإدعاءاتها أن أمور البلد مستقرة، وأن كل شيء بخير. فذهب إبني ودخل إلى أراضي سوريا يوم الاثنين، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وحينما وصل أخبرني في اليوم التالي أن حمص منطقة ساخنة وتلفها المخاطر، فطلبنا منه أن يخرج بمساعدة أخواله، لكنه لم يستطع لسخونة الأحداث، ومكث لديهم حتى اليوم”، مبينا أنه كان خلال هذه الأيام يحاول “الاتصال بسفارة السعودية لكن بالتأكيد لا يوجد أحد. فحاول حينها أن يتصل بسفارات الدول الخليجية، لكنه أيضًا لم يستطع التوصل لهم، ويحاول أن يتصل بسفارات أخرى، كونه شعر أن حياته مهددة بالخطر، ويجب أن يخرج بمساعدة أحد السفارات”، مضيفا “وفي وقت الفجر قرر أن يخرج ويسافر إلى المطار، ويأخذ التاكسي ومعه جوازه وتذكرته إلى بريطانيا، حيث أن رحلته في تمام الساعة العاشرة. وحينما كان في طريقه للخروج من حمص، كانت أمامه حواجز عسكريه يقف عليها رجال بلباس عسكري من الجيش مدججون بالسلاح، طلبوا إثباته فأعطاهم إياه، وسألوه عن سبب وجوده، فأخبرهم أنه يقضي العيد عند أخواله، وأنه سيعود لإكمال دراسته ببريطانيا، إلا أنهم في الحال شتموه بكلام بذيء وشتموا الحكومة السعودية ، ثم أطلقوا عليه في الصدر والأرجل، فتوفي حالًا، وتم تسليم جثته لأخواله في وقت لاحق، بمساعدة التاكسي”، مبينا أنه “من خلال الأرقام المخزنة في جوال إبني إتصلوا عليّ، وأخبروني بوفاته في الساعة 8 صباحا”. الشيخ بندر يكمل سرد روايته، قائلا “حفاظا علي كرامة الميت، أمرت أخواله بدفنه هناك”، مبينا أنه “حتى لو أردت أن أجلب جثمان ابني، فلن أستطع لسوء الأحوال”. محملا في ذات الوقت “الحكومة السورية كل المسؤولية”، ومطالبا “الحكومة السعودية بأن تتخذ كافة الإجراءات اللآزمة من أجل حق إبني”. وأقامت أسرة القتيل حسين العنزي، سرداق عزاء في وسط محافظة الخفجي، حيث كانت “الشرق” حاضرة هناك. الأب الفاقد، رفض أن يوصم ابنه بتهمة “الإرهاب” ليكون ذلك مبررا “حتى يقتل”، متهما “شبيحة الرئيس السوري بقتله”، نافيا أن يكون ذهاب أبنه إلى سورية من أجل “الجهاد”، موضحا أنإبنه “كان ملتحيا منذ التحق بالجامعة ولكنه ليس إرهابيا”. مبينا أن إبنه كان “طالبا مبتعثا في بريطانيا، ويدرس تخصص الهندسة الميكانيكية، وأنهى ثلاث سنوات من دراسته”. لكن ماذا عن ساعة تلقي الخبر، يقول الشيخ بندر “تلقيت صباح الإثنين إتصالا من هاتف ابني الشهيد، وكان المتصل يتكلم باللهجة السورية، وأخبرني أن قوات الأمن السورية أطلقت النار صباح اليوم على إبني وشخصين برفقته، عند حاجز قرب المطار، وأنهم استشهدوا جمعيا”، مضيفا بحزن “حمدت الله وشكرته على قضائه وقدره”. مضيفا ”بعد لحظات أتاني خبر آخر بأن صور إبني الشهيد معروضه على اليوتيوب، وفورا قام أخويه بالبحث باليوتيوب، ووجدنا صوره، وبادرت بالاتصال بأخواله بحمص، وطلبت منهم دفن جثته بحمص، وقاموا بدفنها”. وتناقلت مواقع الانترنت صورة لشاباً مسجى على الأرض مضرجاً بدمائه، يتحدث حوله إثنان من السوريين، يقومون بقراءة معلومات جوازه السعودي، ويشرحون موقع قتله في “البياضة”. السفارة تتابع من جهة أخرى، أوضح والد القتيل أنه تلقى إتصالاً هاتفياً في ساعات الأولى من صباح الإثنين، من أحد مسؤولي السفارة السعودية في سوريا، كشف فيه أن “السفارة السعودية تتابع ببالغ الأسف مقتل ابني، وأنهم يعملون على متابعه الموضوع”، مطالبين بالحصول على معلومات عن القتيل، حيث زودهم بها. وفي ذات السياق، حاولت “الشرق” التواصل مع مسئول الرعايا السعوديين في سوريا فواز الشعلان، إلا أن تعثرا مستمرا في الاتصال، حال دون التواصل معه، حتى وقت أعداد الخبر.