ظهرت ملصقات في القاهرة تدعو لانتخاب رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي رئيسا لمصر الامر الذي أثار قلق نشطاء يقولون ان أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك يقفون وراء الحملة. ويظهر طنطاوي مبتسما في الملصقات. وكان قد صار زعيما للبلاد بعد تولي المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد بعد الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية يوم 11 فبراير. ونفى ضباط الجيش أن يكون واحد منهم سيرشح نفسه للمنصب لكن مصريين كثيرين يعتقدون أن من الممكن لهم أن يساندوا مرشحا ذا خلفية عسكرية مثل كل من شغلوا المنصب منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالنظام الملكي في أوائل الخمسينات. ويظهر طنطاوي في الملصقات التي ثبتت على الجدران في أماكن عامة بالعاصمة وقد ارتدى الزي العسكري وظهر علم مصر في الخلفية. كما ظهر في الملصقات شعار يقول "مطلب شعبي للاستقرار". وقال منظمو الحملة وهم مجموعة شبابية تسمي نفسها "مصر فوق الجميع" ان هدفهم جمع مليون توقيع لمساندة طنطاوي. وقال الجيش انه سيعلق على الحملة في وقت مناسب. وقال أحد منظمي الحملة ويدعى محمد عطية ان طنطاوي سيكون أفضل مرشح رئاسي. وقال عطية لصحيفة المصري اليوم في عددها الصادر اليوم "نحن نعبر عن مطلب شعبي للكتلة الصامتة التي ترى أن المشير هو الافضل لقيادة البلاد فترة رئاسية واحدة ليصل بها الى الديمقراطية الحقيقية". ووعد المجلس الاعلى للقوات المسلحة بترك السلطة خلال ستة أشهر من توليه ادارة شؤون البلاد بعد الانتفاضة لكنه مد الفترة للسماح للقوي السياسية بحشد التأييد قبل الانتخابات. وقال المجلس انه سيترك السلطة بعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى ابتداء من يوم 28 نوفمبر المقبل وبعد انتخابات الرئاسة التي يمكن أن تجرى نهاية العام المقبل أو أوائل عام 2013. وقال نشطاء مستقلون ان من الممكن أن تكون حملة الملصقات منظمة من قبل مؤيدين لمبارك. وقال الناشط سعد بحار ان الحملة والملصقات تحمل بصمات أنصار مبارك الذين من مصلحتهم الابقاء على من وصفهم "بالمشبوهين المعتادين في السلطة". وأضاف "الحملة تهدف الى اقناع الناس بأنه لا يمكن لغير الموجودين في السلطة ضمان الاستقرار". ويشغل طنطاوي (75 عاما) منصب وزير الدفاع منذ عشرين عاما كما يشغل منصب وزير الانتاج الحربي ومنصب القائد العام للقوات المسلحة. وفي سبتمبر أيلول شوهد في وسط القاهرة مرتديا الزي المدني ويتجاذب أطراف الحديث مع المارة فيما قال مراقبون انه جس نبض من جانبه للقبول الشعبي له. ورفض المرشح المحتمل للرئاسة هشام البسطويسي فكرة ترشح طنطاوي قائلا انها تقوض مطالب الانتفاضة التي تقوم على انهاء الحكم الذي يستند الى الجيش. وقال لرويترز "باعتباره رئيس المجلس الذي يدير الفترة الانتقالية لا يمكن لطنطاوي أن يرشح نفسه للرئاسة لانه في السلطة فعلا. هذا يعني أن الجيش يهيء المسرح السياسي على حساب الانتقال للديمقراطية". واتهم نشطاء وأحزاب سياسية الجيش بالفشل في ادخال اصلاحات حقيقية ومحاسبة رجال مبارك الفاسدين.