أعلن رئيس مصر الجديد محمد مرسي يوم السبت أنه قبل نقل السلطة إليه من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد منذ إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي. وفي حفل تنصيب أقيم بقاعدة عسكرية خارج القاهرة قال الرئيس الجديد "أتقبل نقل السلطة من المشير حسين طنطاوي وإخواني في المجلس الأعلى (للقوات المسلحة)." وأضاف أن المجلس العسكري -الذي يرأسه طنطاوي- أوفى بوعده لنقل السلطة. وكان المجلس العسكري قال تحت ضغط مظاهرات حاشدة نهاية العام الماضي إنه سيسلم السلطة لرئيس منتخب بحلول نهاية الشهر الحالي. ورغم أن المجلس العسكري أصدر إعلانا دستوريا مكملا هذا الشهر أبعد فيه رئيس الدولة عن شؤون الجيش وقيد سلطات أخرى له إلا أن مرسي قال إنه أصبح مسؤولا عن الجيش مثل مسؤوليته عن الشعب. وقال أيضا مخاطبا القوات المسلحة "لن تتركوا أماكنكم في الداخل في هذه المرحلة لأن الوطن في حاجة إليكم." وطمأن القوات المسلحة قائلا "لن يمس حق من حقوقكم." وكان مبارك نشر قوات الجيش في رابع أيام الانتفاضة التي بدأت في 25 يناير كانون الثاني 2011 وأطاحت به في 11 فبراير شباط. وقال الجيش إنه تجنب استعمال العنف ضد المتظاهرين أو إطلاق النار عليهم ووفر لهم الحماية. وفي بداية انتشار الجيش رفع المتظاهرون شعار "الجيش والشعب إيد واحدة" لكن قمع احتجاجات بعد سقوط مبارك جعل النشطاء يرددون هتاف "يسقط.. يسقط حكم العسكر" كما جدد هتاف الانتفاضة "الشعب يريد إسقاط النظام" قائلين إن المجلس العسكري من فلول حكم مبارك. ووقت انتشار الجيش اختفت قوات الشرطة من الشوارع بعد اشتباكات دامية في رابع أيام الانتفاضة الذي سماه المتظاهرون "جمعة الغضب" ثم تبعت ذلك "انفلات أمني" شمل هروب ألوف المساجين بمن فيهم فلسطينيون ولبنانيون. وقال طنطاوي في كلمة في حفل تنصيب الرئيس "سنقف مع الرئيس الجديد المنتخب" واصفا نقل السلطة بأنه يوم عظيم في حياة الشعب المصري." وسرد اللواء محمد صابر عطية رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة -مستشهدا بفيلم تسجيلي- جانبا من المهام التي تولاها الجيش اثناء الفترة الانتقالية ومنها الإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية إلى جانب عمليات حفظ الأمن. وقال طنطاوي "أوفينا بالوعد... وأصبح لدينا رئيس منتخب." وأضاف قائلا "مصر تعيش ميلادا جديدا لدولة ديمقراطية حديثة.. السيادة فيها للشعب." "نضع الماضي خلفنا آخذين منه العبر والدروس... نعرف أن الطريق لا يزال صعبا وطويلا." ووجه طنطاوي -الذي شغل منصب وزبر الدفاع على مدى 20 عاما من حكم مبارك الذي استمر 30 عاما- الشكر الي مرسي لإشادته بالقوات المسلحة وقياداتها اثناء حفل أقيم في وقت سابق يوم السبت بجامعة القاهرة. وقبل الحفل أدى مرسي اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا التي يوجد مبناها بالقرب من مستشفى القوات المسلحة بضاحية المعادي بجنوب القاهرة حيث يتلقى مبارك العلاج. وعوقب مبارك (84 عاما) بالسجن المؤبد في الثاني من هذا الشهر لإدانته بالامتناع عن إصدار أوامر بمنع استخدام القوة ضد المتظاهرين خلال الانتفاضة. وقتل نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة آلاف آخرين خلال الانتفاضة سقط أغلبهم في جمعة الغضب. وخلال حفل التنصيب أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لمرسي كما حلقت طائرات هليكوبتر في سماء قاعدة الهايكستيب تدلى منها علم مصر وعلم القوات المسلحة وأعلام أفرع الجيش الرئيسية. وأهدى طنطاوي الرئيس الجديد درع القوات المسلحة وقال "أتقدم للسيد رئيس الجمهورية بأغلى ما نملك وهو درع القوات المسلحة." وقال مرسي مخاطبا قادة الجيش "كل ما تحتاجون إليه سيكون حاضرا... نلبي كل مطالبكم لحماية أمن الوطن."