مؤيدو الرئيس السابق يعدون بتشكيل درع بشري حول أكاديمية الشرطة يمثل الرئيس المصري محمد حسني مبارك في قفص الاتهام أمام المحكمة غدا بعد أن قضى 30 عاما في الحكم. وقد تلقى منصور عيسوي وزير الداخلية المصري خطابا أمس الأول من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام يطلب فيه إحضار الرئيس السابق حسني مبارك للمثول أمام المحكمة يوم 3 أغسطس الموافق غدا. ونقلت صحيفة «الأهرام» عن السفير محمد حجازي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء قوله إن وزير الداخلية اتخذ على الفور، الترتيبات اللازمة لتنفيذ ما ورد في خطاب النائب العام. لكن لم يعرف بعد بشكل نهائي ان كان مبارك سيمثل أمام المحكمة أم ان حالته الصحية لن تسمح بنقله، حيث قالت الصحف المصرية أمس ان محاميه فريد الديب يحاول الحصول على تقارير طبية تفيد بأن حالته لا تسمح بنقله. ولكن وزارة الصحة المصرية نفت هذه المعلومات. ويواجه مبارك، الذي حكم الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان، اتهامات بالفساد وب «القتل العمد» وهي جريمة ان ثبتت تصل عقوبتها الى الإعدام. عرف عن مبارك انه رجل براغماتي غير انه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب وأصبح عنيدا ومتكبرا وقد اعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال 30 عاما. ويعتبر مبارك «قاتلا» بالنسبة لبعض المصريين، وعجوزا مريضا يحتاج للرأفة بالنسبة للبعض الآخر. وما بين هؤلاء وهؤلاء، يختلف المصريون حول مصير الرئيس أمام محكمة جنايات القاهرة بتهم القتل العمد والفساد. وعلاء خالد، شاب في ال 27 فقد شقيقه التوأم خلال الانتفاضة الشعبية التي انتهت بالإطاحة بمبارك في 11 فبراير، يرى «انه قاتل ومن قتل يقتل». ومثل علاء، يكاد جميع أهالي الضحايا البالغ عددهم قرابة 850، الذين سقطوا أثناء قمع الانتفاضة وكذلك أسر المصابين (أكثر من 6 آلاف) يطالبون ب «القصاص» من مبارك. وتتساءل الناشطة دعاء حلمي «أين الأموال؟ إننا نريد الأموال التي سرقوها وهذه القضية مهمة لأنها ستمكن البلد من ان يبدأ من جديد على أساس سليم». في المقابل، يأسف بعض المصريين لمحاكمة مبارك بل وكذلك لرحيله. وتقول منى احمد التي تملك محلا صغيرا لبيع التبغ في وسط القاهرة «قبل (سقوط النظام السابق) كل شيء كان منظما بشكل أفضل ولم يكن هناك عنف». ويعكس تباين آراء المصريين كذلك تراجع التعاطف مع المعتصمين في ميدان التحرير والخشية من انعدام الاستقرار. ومع اقتراب محاكمة الرئيس المخلوع وضع أنصاره خطة لعدم إهانته او الاعتداء عليه من قبل معتصمي التحرير وأهالي الشهداء. فقد أكد ائتلاف ميدان مصطفى محمود الذي يضم مؤيدي وأنصار مبارك، حضورهم أولى جلسات المحاكمة المقرر بدايتها غدا في أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة.