يم الحاجة رحماني يمينة، بقرية حرة بضواحي بوزڤان ولاية تيزي وزو، وتعتبر أكبر معمرة بمنطقة القبائل، وتبلغ من العمر 120 سنة، بينما تشير شهادة ميلادها إلى أن ولدت عام 1903، لكن الحقيقة أنها ولدت قبل هذا التاريخ بسنوات، لديها 230 حفيد تتذكرهم جيدا، ورغم كبر سنها الذي تجاوز القرن، إلا أنها تتحدث بطلاقة وتبصر دون نظرات، لم تزر في حياتها الطبيب، ولم تتناول الأدوية، تحتفظ في ذاكراتها القوية بشخصيات تاريخية كعبان رمضان وكريم بلقاسم، تردد المدائح الدينية ولا تبخل كل من يزورها لتروي له حكايات السنين. "الشروق اليومي" زارت بيتها العائلي، مباشرة بعد علمها بوجود أكبر معمرة بقرية حرة، وما أدهشنا فى الوهلة الأولى أن الحاجة يمينة تعرفت بسهولة على مرافقنا، والذي طلبت منه أخبار أبنائه المغتربين، فحسب شهادة الميلاد التي بحوزة "الشروق"، فهي من مواليد 24 مارس 1903 بقرية حرة، الواقعة بين حدود بوزڤان وبجاية،حسب الكثير من كبار السن بالمنطقة، فقد تجاوزت عتبة 120 سنة، حيث ولدت قبل التاريخ المدون فى الدفتر العائلي، تزوجت مرة واحدة فى حياتها وعمرها 23 سنة، ورزقت ب8 أبناء، توفي منهم 3، أحدهم مات شهيدا، لديها 230 حفيد يزورونها* دوريا*. تعيش الحاجة يمينة التي زارت بيت الله سنة 1982 ببيت ابنها الأصغر، والذي هو الآخر تجاوز عتبة السبعين، وجدناها عندما زرناها، صبيحة أول أمس الخميس، في كامل مداركها العقلية تحكي بكل ثبات عن حالتها النادرة، وتعود بذاكرتها إلى سنين خلت، هي ابنة سعدي بن سعيد، ووردية بوفراش، تنحدر من أسرة ثورية معروفة بعرش "آث ايجر"، عاشت طفولتها وجميع مراحل عمرها بقرية حرة، وبخلاف الكثير من كبار السن بتيزي وزو، الذين تجاوزوا عتبة المئة عام، فإن الحاجة يمينة ماتزال ذاكرتها قوية، فهي تتذكر كل مواقيت الصلاة، وعدد الركعات لكل صلاة، إضافة إلى تلاوة سورة الفاتحة والنصر وغيرها، وهي إلى غاية اليوم، تؤدي الصلوات الخمس جلوسا، وقد ربّت جميع أبنائها وأحفادها على أسس الدين الإسلامي الحنيف، ولم تفطر خلال شهر رمضان، بل أكثر من ذلك تصوم الصابرين، ورغم التجاعيد التي ملأت وجهها الجميل والملائكي، إلا أنها* ما* تزال* تبصر* جيدا،* ولا* تضع* النظرات* بل* تبصر* من* بعيد*.وتبدي الحاجة يمينة اهتماما كبيرا بأسرتها الكبيرة، حيث تسأل عن كل أفراد عائلتها والذين لا يغادرونها، خاصة وأنها رغم كبر العمر، تمزح مع الجميع وتروي لهم حكايات وذكريات الماضي، وتردد المدائح تارة والأغانى الثورية تارة، وتتابع أيضا الأخبار، وتطلب دائما آخر الأخبار عن "ملك ملوك إفريقيا" القذافي، عندما جلسنا إليها لمدة عدة ساعات، راحت تحكي عن سنوات الثورة، حيث عملت كطباخة وممرضة لمجاهدي التحرير، وكيف أن منزل زوجها كان مركز عبور جيش التحرير الوطني، وتتذكر تاريخ الثورة، وكل ما يقال عن الشهداء كريم بلقاسم وعبان رمضان* وعميروش* آيت* حمودة* وغيرهم*. وعن نظامها الغذائي، أكدت لنا زوجة ابنها أنها تتناول كل ما يتم تحضيره، وتشرب خاصة اللبن وتكثر من الفواكه، وأخبرتنا كنتها أن الحاجة يمينة أشرفت طوال سنوات عمرها على كل عمليات التوليد بقرية حرة.